209

Las Naturales del Libro de la Curación

الطبيعيات من كتاب الشفاء

Géneros

جميع الجهات فلأنه (1) لا يخلو عنه مكان حتى يستبدله (2)، وأما إن كان غير متناه من (3) جهة دون جهة فربما أمكن أن يتصور عنه فراغ ، لكنه إذا انتقل إليه لم يخل إما أن يخلى عن الجهة المقابلة لها ، أولا يخلى ، فإن لم يخل فما انتقل ، لكنه ربا ونما ، وإن انتقل وأخلى (4) فالجهة غير (5) المتناهية. متناهية. وأيضا هذه الحركة لا يجوز أن تكون طبيعية ولا قسرية ، أما أنها لا تكون طبيعية فلأن الطبيعى هو الذي (6) يطلب أينا طبيعيا ، وكل أين كما قد فرعنا عنه (7) قبل حد ، وكل حد فهو محدود ، والمحدود (8) لا ينتقل إليه ما لا حد له ولا ينحاز (9) إليه ، وأما القسرى فإنا سنبين عن قريب أن ما لا يتناهى لا ينقسر ، وأيضا فإن القسرى يكون إلى خلاف الأين الطبيعى ، فإذا لم يكن طبيعى لم يكن قسرى. وأيضا فإنه كيف يكون الجسم البسيط وما يجرى مجراه متناهيا من جهة وغير (10) متناه من جهة ، وطبيعته متشابهة. فلا يخلو إما أن يكون الحد القاطع (11) له أمر تقتضيه طبيعته ، أو يكون إنما عرض له قسر وأمر خارج عن الطبع قد (12) أدركه. فإن كان مقتضى طبيعته ، وطبيعته متشابهة بسيطة ، فمن الواجب أن لا يختلف تأثيره عن طبيعته ، حتى يتحدد منه جانب ، ولا يتحدد منه جانب (13). وإن (14) كان بالقسر فتكون طبيعة هذا الجسم توجب أن يكون غير (15) متناه ، فإما أن يكون قد عرض أن حادا حده وقاطعا قطعه فجعله متناهيا ، فيكون غير المتناهى منه موجودا ، لكنه حد (16) دونه وقطع عنه ، فلا يكون متناهيه إلى فضاء أو خلاء ، ولكن تناهيه إلى مقطوع من جنسه وطبيعته ، فلا يكون له أيضا مكان يتحرك إليه هذا النوع من الحركة ، وإما أن يكون حدده من غير أن أبان منه أشياء ، بل من جهة أنه جعل كمه (17) كما ذا حد فى جهة ، دون جهة كما لعارض (18) أن يجعل كم الجسم المتناهى أقل عند التكاثف وأكثر عند التخلخل ، فيكون حينئذ من شأن هذا الجسم أن يقبل تناهيا وغير تناه ، وأن ذلك بتأثير مؤثر (19) وذلك مما سنوضح بطلانه بعد ، حيث (20) نبين أن الجسم لا ينفعل هذا النحو عن (21) مؤثر متناه أو غير متناه. وأما المركب فلا يجوز أن يكون غير (22) متناه من جهة ومتناهيا من جهة ، فإنا لو توهمنا كل واحد من أجزائه قد تحرك إلى جهة التناهى ، لم يخل إما أن يحصل للكل انتقال من الجانب غير المتناهى ، وذلك محال ، وإما أن لا يكون له انتقال

Página 213