207

Las Naturales del Libro de la Curación

الطبيعيات من كتاب الشفاء

Géneros

ومن ذلك أمر الكون والفساد الذي يظن به أنه أمر غير منقطع ، ومن هناك يظن أنه يجب أن يكون له مادة غير متناهية ، فبعض يجعلها جسما من الأجسام البسيطة نارا أو هواء أو ماء (1)، وبعض (2) (3) يجعلها جسما متوسطا بين جسمين منها (4) كمن يجعلها البخار المتوسط بين الماء والهواء ، وبالجملة يجعلها (5) الجسم الذي يعتقد أنه يتكون من كل شيء ، ومنهم من يجعلها أجساما كثيرة بلا نهاية يجتمع (6) منها جسم واحد يسميه خليطا ، ومنهم من يجعلها أجساما كثيرة بلا نهاية (7) فى العدد ، لكنها ليست متلاقية ، بل (8) منفصلة مثبوتة فى خلاء غير متناه. فمن هؤلاء من يجعل صورها التي هى عندهم أشكالها بلا نهاية فى النوع ومنهم من يجعل لأنواع (9) صورها عددا متناهيا ، وإنما الجأهم إلى هذا ظنهم أنه لا بد من ذلك ، فإنه يجب أن يكون للكون غير (10) المتناهى مادة وافرة لا ينقطع إمدادها (11). ومن هؤلاء من يجعل غير المتناهى (12) مبدأ ، لأنه طبيعة غير المتناهى ، لا لأنه شيء عرض له أن لا يتناهى. ومن (13) الوجود التي تدعو قوما إلى توهم (14) إثبات ما لا نهاية له ، ما يتخيل من أن كل متناه فيلحقه أن يكون تناهيه إلى شيء على نحو المشاهدات ، فيلحق من ذلك أن يكون كل جسم يتناهى إلى جسم ، وأن يذهب ارتكام (15) الأجسام وانتضادها إلى غير النهاية. ومن هذه الوجوه مقتضى التوهم وحكمه. فإن التوهم لا يضع لشيء من الأشياء حدا يتعين (16) عليه ، بل دائما للوهم أن يتوهم أزيد منه.

فهذه الوجوه (17) هى الوجوه الداعية إلى إثبات ما لا يتناهى.

Página 211