Las Naturales del Libro de la Curación
الطبيعيات من كتاب الشفاء
Géneros
الشيء بأسره ذا أمرين متقابلين بالقياس إلى شيء (1)، وهذا مسلم. إنما المنكر ما نسبته إلى هذه (2) المقدمة نسبة النوع (3) مثلا ، وهو أنه إذا اشتغل بأسره عن أن يماس لم يمس فى جهة دون جهة مماسة تخصه ، فإن (4) فرغ من جهة واشتغل فى جهة ففى ذاته فضل عن الاشتغال. وهذه المقدمة لم تناقض ولم تبطل ، بل دل على أن جنسها ليس بواجب ، ولها أشباه ليست بواجبة. وهذه المقدمة لم تجب ولم تثبت فى العقل الأول من حيث المعنى الجنسى لها ، بل من حيث هى (5) مخصوصة بالملاقاة ، فإن الملاقاة هذا موجبها. ولو (6) كان بدل الملاقاة معنى آخر لكان يجوز أن يكون (7) كل الشيء (8) بالقياس إلى جهة بحال ، وبالقياس إلى جهة أخرى بحال (9) مخالفة لتلك الحال إذا (10) كانت تلك (11) الحال لا توجب شغلا ومنعا أصلا ، وكان (12) لا يوجب شغلا يتعاطى بحال الكل وبحال البعض ، إذ كان (13) الشغل للكل أمرا بالقياس ليس أمرا فى نفسه. فإن المشغول الممنوع عن مماسة شيء آخر لا يكون مشغولا عن شيء دون شيء ، فإنه من حيث هو مشغول لا يماسه شيء البتة ، ومن حيث هو فارغ يماسه كل شيء. فأما (14) المجهول فكونه مجهولا ليس أمرا يستقر فيه البتة ، بل هو مضاف إلى شيء ، ولذلك لا يمنع (15) أن يعلمه أى عالم كان بأي عدد كان من العلم ، لا كالجزء الذي لهم ، فإنهم قصروا إمكان مماسته على أشياء معدودة. وبالجملة لا يوجب ذلك فى العلم منعا البتة ، ولو أوجب منعا متناولا (16) (17) لأمر غير متجزئ بوجه من الوجوه لما علم شيء.
على (18) أنه لا حاجة بنا إلى إبانة هذا الفرق ، فإن الذي نقوله فى أمر الملاقاة بالأسر من أنه إذا شغل (19) شغل الجميع ، وإن لم يشغل لم يشغل شيئا هو بين بنفسه وبين خلافه ، فى أمر العلم. وما أوردوه (20) من الأمثلة للمناقضة يناقض غير المطلوب ، ويوجب تجويزا فى أمر أعم (21) من المطلوب ، فيجعل تجويزا فى المطلوب. وبالحرى أن تكون الملاقاة بالأسر (22) لا تشغل (23) البتة عن المماسة ، فإن الوارد المماس إذا شغله المتقدم السابق إلى المماسة امتنع عن المشغول ولم يمتنع (24)
Página 180