El Alma del Libro de la Curación

Avicena d. 428 AH
175

El Alma del Libro de la Curación

النفس من كتاب الشفاء

Géneros

ومع ذلك فلنعد إلى معاملة أخرى، فنقول إنه ليس بمستحيل أن يكون مبدأ وجود قوة هو فى عضو، فتنفذ من ذلك العضو إلى عضو آخر، وهناك تتم القوة وتستكمل ثم تنعطف إلى هذا العضو الأول فترفده، فإن الغذاء إنما يصير إلى الكبد من المعدة، ثم إذا صار هناك على نحو ما عاد فغذى المعدة فى عروق تنبعث من الطحال والأجوف وتنبث فى المعدة، فلا ضير أن يكون مبدأ القوة ينبعث من القلب مثلا ولا تكون القوة فى القلب كاملة تامة ثم إنها تفيد القلب إذا استكملت فى عضو آخر، وهكذا حال الحس المشترك فإن مبدأ القوة الحساسة الجزئية منه ثم إنها تعود إليه بالفائدةعلى أن حس القلب نفسه وخصوصا اللمس أعظم من حس الدماغ نفسه، ولذلك أوجاعه لا تحتمل، وعلى أنه ليس بممتنع فى القوى أن تصير أقوى وأشد فى غير مباديها لمصادفة مواد تجعلها بتلك الحال، ويشبه أن تكون قوة أطراف الأوتار على الجذب أشد من قوة أوائلها التى تلى العصب، فالقلب مبدأ أول تفيض منه إلى الدماغ قوى، فبعضها تتم أفعالها فى الدماغ وأجزائه كالتخيل والتصور وغير ذلك، وبعضها يفيض من الدماغ إلى أعضاء خارجة عنه كما يفيض إلى الحدقة وإلى العضل المحركة، وتفيض من القلب إلى الكبد قوة التغذية ثم تفيض من الكبد بتوسط العروق فى جميع البدن وتغذو القلب أيضا، فتكون القوة مبدأها من القلب والمادة مبدأها من الكبد،

Página 267