El Universo y la Corrupción del Libro de la Curación

Avicena d. 428 AH
91

El Universo y la Corrupción del Libro de la Curación

الكون والفساد من كتاب الشفاء

Géneros

الفصل الحادى عشر فصل فى حل شطر من هذه الشكوى

نقول إن تحديدنا الأمور التى هى محسوسة بالحقيقة تحديد بحدود ناقصة. وأعنى بالمحسوس بالحقيقة ما ليس إحساسه بواسطة محسوس، أو بالعرض. فإن تكلفنا لها حدودا، أو شروح أسماء، فربما حددناها أو رسمناها بإضافات أو اعتبارات لا يدل شىء منها، بالحقيقة، على ما هياتها؛ بل على أمور تلزمها.

ولذلك من البعيد أن يقدر على أن تحد الصفرة والحمرة والخضرة، بل السواد والبياض. لكنه إذا كان السواد والبياض طرفين رسما بسهولة لتأثيرهما فى الإبصار على الاطلاق الذى يحتاج أن يقدر مثله من الأوساط، فيعسر. وذلك التأثير بالحقيقة أمر ليس هو مقوما لماهية السواد والبياض؛ ولا من فهم ذلك فهم أن الشىء سواد وبياض، اللهم إلا أن يكون قد أحس السواد وتخيله، ثم أحس هذا الفعل منه فجعله علامة له.

ولذلك يجب أن يعرف حال البرودة والحرارة بالحقيقة، وأن الحدود التى قيلت حدود غير محققة، ولا محكمة؛ بل إنما تقال بقياسها إلى أفعال لهما فى أمور من المركبات عندنا أو فى البسائط، وإلا فلا اقتدار على تحديدهما تحديدا حقيقيا.

Página 167