La teología del libro de la curación
الالاهيات من كتاب الشفاء
Géneros
في المادة المتعاطاة وما غايته معنى ليس صورة في تلك المادة شيئا واحدا، فإن وحدته تكون بالعرض، مثل أن يكون الإنسان يبني بيتا ليسكن فيه؛ فإنه من جهة ما هو طالب السكن داع إلى البناء وعلة أولى للبناء، ومن جهة ما هو بناء معلول لما هو مستكن، فيكون الغاية لما هو مستكن، غير الغاية لما هو بان. وإذا كان كذلك فيكون أيضا في الإنسان الواحد المستكن الباني غايته بما هو مستكن غير غايته بما هو بان. وإذ قد تقرر هذا فنقول: أما القسم الأول فإن للغاية نسبة إلى أمور كثيرة هي قبلها في الحصول بالفعل والوجود؛ لأنها لها نسبة إلى الفاعل، ونسبة إلى القابل، وهي بالقوة؛ ونسبة إلى القابل، وهي بالفعل قابل، ونسبة إلى الحركة؛ فهي بقياسها إلى الفاعل غاية وبقياسها إلى الحركة نهاية وليست بغاية؛ لأن الغاية التي لأجلها الشيء ويؤمها الشيء لا يبطل مع وجودها الشيء، بل يستكمل بها الشيء والحركة تبطل مع انتهائها؛ وهي بقياسها إلى القابل المستكمل به وهو بالقوة خير يصلحه؛ لأن الشر هو العدم لكماله، والخير الذي يقابله هو الوجود والحصول بالفعل، وبالقياس إلى القابل وهو بالفعل صورة. وأما الغاية التي بحسب القسم الثاني فبين أنها ليست صورة للمادة المنفعلة، ولا هي نفس نهاية الحركة. وقد بان أنها تكون صورة أو عرضا في الفاعل، ويكون لا محالة قد خرج بها الفاعل من الذي بالقوة إلى الذي بالفعل، والذي بالقوة هو لأجل العدم الذي يقارنه شر، والذي بالفعل هو الخير الذي يقابله. فتكون إذن هذه الغاية خيرا بالقياس إلى ذات الفاعل، لا غلى ذات القابل؛ فإذا نسبت إلى الفاعل من جهة ما هو مبدأ حركة وفاعل، كانت غاية، وإذا نسبت إليه من جهة ما هو خارج بها من قوة إلى الفعل ومستكمل، كانت خيرا إذا كان ذلك الخروج من القوة إلى الفعل في معنى نافع في الوجود أو بقاء الوجود، وكانت الحركة طبيعية أو اختيارية عقلية، وأما إن كانت تخيلية فليس يجب أن يكون خيرا حقيقيا، بل قد يكون خيرا مظنونا، فيكون إذن كل غاية فهي باعتبار غاية، وباعتبار آخر خير إما مظنون وإما حقيقي، فهذا هو حال الخير والعلة التمامية. وأما الحال الجود والخير فيجب أن يعلم أن شيئا واحدا له قياس إلى القابل المستكمل به، وقياس إلى الفاعل الذي يصدر عنه، وإذا كان قياسه إلى الفاعل الذي يصدر عنه، بحيث لا يوجب أن يكون الفاعل منفعلا به أو بشيء يتبعه كان قياسه إلى الفاعل جودا وإلى المنفعل خيرا؛ ولفظة الجود وما يقوم مقامها موضوعها الأول في اللغات إفادة المفيد لغيره فائدة لا يستعيض منها بدلا، وأنه إذا استعاض منها بدلا قيل له مبايع أو معاوض، وبالجملة معامل، ولأن الشكر والثناء والصيت وسائر الأحوال المستحسنة لا
Página 151