الفصل الثاني فصل فى تحقيق القول فى توابع المزاج
يجب أن تعلم أن الأجسام إذا اجتمعت، وامتزجت، فربما لم يعرض لبعضها من المزاج إلا المزاج نفسه. فليس يلزم أن يكون كل مزاج بحيث يصلح لصورة نوع وخاصيته، وأن يكون كل امتزاج إنما يؤدي إلى مزاج يصلح لصورة النوع وخاصيته، حتى لا يتفق امتزاج من الامتزاجات المؤدية إلى خروج عن ذلك. فإن هذا، كما أقدر، تحكم حائف.
ثم من الممتزجات، التى تستفيد بالمزاج زيادة أمر، منها ما يستفيد بذلك زيادة كيفية ساذجة، لا يتم بها فعل أو انفعال طبيعي، كلون ما، وشكل، وغير ذلك.
ومنها ما يستفيد زيادة قوة انفعالية أو فعلية، أو صورة نوعية. فمن ذلك ما يكون المستفاد فيه قوة نفسانية. ومنها ما يكون المستفاد فيه قوة تفعل فعلها على سبيل الفعل النفسانى. وقد علمناك ذلك فى الفنون الماضية.
وما كان من هذه القوى الفعلية والانفعالية ليست بنفسانية يسمى خواص. على أن من الناس من يطلق لفظة الخاصة فى مثل هذا الموضع على جميع ذلك وهذه الخواص تابعة لنوعيات المركبات الكائنة، أو هي نفس فصول نوعياتها.
Página 261