والمدوف فى الرطوبة منه ما ينحل ومنه ما يختلط. والذى ينحل فهو الذى لا يرسب، وهو الذى يرجع إلى أجزاء صغار ليس فى قوتها أن تخرق جرم الرطوبة وتنفذ فيه كالملح والنوشادر. ومنه ما يرسب كالطين إذا حلل فى الماء. فإنه لا تفعل الرطوبة فى تحليله ما تفعل فى تحليل الملح، لأن مسام الملح كثيرة ومستقيمة، وأجزاء لطيفة. وليس كذلك حال الخزف، ولا تنفذ فيها الرطوبة نفوذا مفرقا.
ومن أراد أن يمزج أشياء مختلفة مزاجا يشتد تلازمه فهو يحتال فى حل تلك الأشياء ثم جمعها، ثم عقدها. لكن أكثر ما يفعل به ذلك يبطل خاصيته. وكثير منها يبقى خاصيته كالملح والسكر.
والرطوبة، إذا كانت مغلوبة، جمدت بأدنى برد، وانحلت بحرارة شديدة. فإن كانت غالبة فبالضد. فلذلك ما كان الرصاص يسهل ذوبه، ويبطئ جموده، والحديد بالعكس.
Página 240