وأما الأمور المنسوبة إلى الكيفيتين المنفعلتين فهى انفعالات لا غير. فمنها ما هي بإزاء هذه الأفعال الصادرة من الكيفيتين الفاعلتين، مثل قبول النضج، وقبول الطبخ، ومثل الانقلاء والانشواء، والتبخر والتدخن، والاشتعال، والذوبان، والانعقاد.
ومنها ما ليس بإزاء هذه الأفعال. فمن ذلك ما بقياس إحدى الكيفيتين إلى الأخرى. أما لليابس فمثل الابتلال والنشف والانتقاع والميعان؛ وللرطب مثل الجفوف والإجابة إلى النشف. وما ليس بقياس أحدهما إلى الآخر؛ فمن ذلك ما هو للرطب وحده. ومنه ما هو لليابس وحده. ومنه ما هو للمركب منهما.
فأما الذى للرطب وحده فمثل الا نحصار، وسرعة الاتصال والانخراق.
والذى لليابس فمثل الانكسار والانرضاض والتفتت والانشقاق وامتناع الاتصال بمثله، أو الالتصاق بغيره. والذى للمختلط فمثل الانشداخ والانطراق والانعجان والانعصار والتلبد والتلزج والامتداد والترقق.
فهذه هى الأفعال والانفعالات التى تصدر عن بساطة هذه الكيفيات وتركبها صدورا أوليا. فما كان من هذه الأحوال بفعل وانفعال مشترك جمعنا القول فيه فى باب واحد؛ وما كان من هذه الأحوال مشتركا بين الفاعلة والمنفعلة فسبيلنا أن لا نكرره فى باب المنفعلة.
Página 222