ويخص الشاعر بعض كتابنا وشعرائنا بقصائد، ولكنها لا تنزل أبدا إلى دركة المدح المبتذل ... ويجيء دور «الحب» فيذوب أسعد سابا، ويصبح شعره إكسيرا يعل القلوب، ويذكرنا بعهود نسيناها.
شعر أنعم من غزل البنات، فيه من الالتفاتات المدهشة ما يثبت النظرية القائلة: إن الشعر لا يحتاج إلى منطق وفلسفة، كما قال البحتري في ذلك الزمان.
ومن يقرأ قصيدة «طقمي» في هذا الديوان يدرك أن في هذا الشعر العامي خاصة قوية بارزة، هي خاصة التجسيد، فإعجابي بهذه القصيدة لا يقل عن إعجابي بقصيدة ابن الرومي في وصف طيلسان ابن حرب ذلك الوصف البارع.
وأما وصف هؤلاء الشعراء، فعذب طريف، كما تقرأ:
حد البحر شفتك عارملو مشلقحا
بتحلمي أحلام بيضا مفرفحا
والليل عمبيشلحك فسطان نور
ويقول: وين الكون؟ والكون انمحا
وعندما يسأل الشاعر شباك المحبوبة الأخضر، نتذكر قصيدة عمرو عندما جاء يسأل المنزل هل فيه خبر:
لوين يا شباكها الأخضر
Página desconocida