Sheikh Muhammad ibn Abd al-Wahhab in the Eyes of Eastern and Western Scholars

Mahmoud Mahdi Al-Istanbuli d. 1420 AH
34

Sheikh Muhammad ibn Abd al-Wahhab in the Eyes of Eastern and Western Scholars

الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب

Editorial

*

Número de edición

١٤٠٠هـ

Año de publicación

١٩٨٠م

Géneros

لقد أحس من خلال رحلاته في كثير من أجزاء العالم الإسلامي ما يسود المسلمين من انحراف عن مبادئ الدين الصحيح، وذلك بانتشار البدع والمفاسد والخرافات، إضافة إلى ما صاحب ذلك من فوضى واضطراب سياسي وتدهور في الحالة الاقتصادية فعمت المجاعات وانتشرت الأوبئة، وبخاصة داخل الجزيرة العربية. وقد عرف الشيخ أن هذا التدهور كله عائدٌ إلى ابتعاد المسلمين عن أصول الإسلام التي كان عليها الرسول محمد "ﷺ" وأصحابه، حتى لقد انتشرت أنواع خطيرة من الشرك وتقديس الموتى والصالحين، وحتى المأفونين والمجانين، بل نزلوا إلى تقديس الأشجار والأحجار وتعظيمها. ولم ير الشيخ بدًا من أن يجهر بالحقّ، ويعلن إنكاره لهذه الأفعال، وعلى الرغم من أن هذا الجهد من الشيخ قد بدأ أثناء رحلاته العلمية. إلا أنه كان جهدًا فرديًا لم يؤت ثماره المطلوبة. وكثيرًا ما تعرض الشيخ للاضطهاد – أثناء هذه الرحلات- والإخراج من البلد "كما حصل في البصرة وحريملاء" ورغم أن انتقاله إلى "العيينة" وترحيب أميرها "عثمان بن معمر" به أول الأمر، وتنفيذه بعض مبادئ الدعوة عمليًا قد فتح باب الأمل أمام الشيخ. إلا أنه لم يلبث أن أخرجه بتهديد من حاكم الأحساء. فانتقل الشيخ بدعوته إلى "الدرعية" عام ١١٥٧هـ "١٧٤٤م" وكان انتقاله موفقًا، فقد قبل أميرها "محمد بن سعود" الدعوة وقنع بها، ووعد الشيخ بنصرته ومساعدته لنشر دعوته بين المسلمين بكل ما أوتي من قوة. ومن هنا أخذ الجهد الجماعي للدعوة يظهر، وبدأ التطبيق العملي لمبادئ الدعوة، وتحقيق أهدافها وأملها العظام.

1 / 38