فقالت بصوت ضعيف: الأمر لا يخصني وحدي.
فقال بلا تردد: إن أردت رأيي فاعلمي أني رجل واقعي كما أني أخلاقي.
فانتظرت في امتثال، فقال: ممكن أن نزوجها من ابن الحلال بعد اتخاذ الاحتياطات الطبية الواجبة.
صمتت مغلوبة على أمرها، ولم تخل من سخط عليه وعلى نفسها معا. وشعرت بخجل كإنسان جرد من ملابسه فجأة. أما محمد فواصل قائلا: لا مفر في هذه الحال من إبقائها حتى نبلغ بها بر السلامة، ولكن عليك أن تخترقي الحاجز بينك وبين الآثمين. - ألا تقوم أنت بهذه المهمة؟
فقال بحسم: بل أنت، والأفضل أن تزعمي لهم أنني لم أعرف شيئا. - لماذا؟ - هو الأفضل ... - فتفكرت وقتا ثم قالت: إنه الحل الممكن، ولكنه ليس الأمثل، أمرنا لله، وهو سيعرينا جميعا نحن وأبناءنا ويفضح ضعفنا الحقيقي ... - سيدركون أننا نضحي بالسلوك النقي من أجل مصلحتهم. - وسيدركون أيضا أننا كاذبون، صناعتنا الكلام لا أكثر ولا أقل ...
فتساءل في عصبية: أليسوا المسئولين عن الجريمة؟ - ونحن المسئولون عن الحكم.
فقال بضيق: تصرفي إن استطعت على مستوى مبادئك.
فهتفت: كأنما تسعى لإذلالي ...
فخفف من نبرته قائلا: معاذ الله، كلانا غارق في مصرف واحد!
وتبادلا نظرة خلت من الروح والثقة وأترعت بالأسى.
Página desconocida