يا فتوتنا
يا ديناري
يا حبيبنا
يا ديناري
يا حامينا
يا ديناري
ثم تدوي الهتافات والزغاريد، ويثمل العاشقون بكئوس المجد والعشق والحنين العارم إلى النصر.
أمشير
1
المارون بشارع رأس الحكمة بزيزينيا يجذب أنظارهم القصر الأبيض. عم عمارة الجعفري البواب يجلس عادة على أريكته أمام الباب الكبير، هادئ النظرة تتحرك شفتاه الغليظتان بتلاوة غير مسموعة، لا يكاد يرى ما يجري أمامه، ولا يبالي بما يقوم خلفه. والقصر الأبيض قابع بطابقيه بين أشجار دائمة الخضرة تتخللها نخلات طويلة رشيقة مغطاة الجذع بأردية بيضاء. وعندما يدور السمر بين البواب والسواق والطاهي حول القصر الجميل يثني عم عمارة على صاحبه جندي بك الأعور قائلا: إن الله يزيده ثراء جزاء ما طبع عليه من إحسان وخلق كريم، إنه يرد تحيات الفقراء بأحسن منها ويوزع الزكاة في الأعياد والمواسم. ولكن أي غمامة تلك التي تنداح في الأفق؟ ماذا يحدث بين الناس الطيبين؟ لم يخيل إليه أن وراء الستائر المسدلة قلوبا تردد أصداء الأمواج الهادرة؟ ويدعو الله مخلصا: «اللهم احفظ القصر وأهله، اللهم احفظنا.»
Página desconocida