Shaytan Bantaur
شيطان بنتاءور: أو لبد لقمان وهدهد سليمان
Géneros
3
الذين أمنوا لمحمد علي وانتظموا في تلك الصفوف، فلاقوا في القلعة الحتوف، أم كروجر في بلدان الغرب، لا في ميدان الحرب، يظن أن الأقوام منقذوه من الكرب، أو أحد سفراء الدول في بكين، منذ اتفقوا على الثقة بالصين، أم من هؤلاء المهوسين في البلاد الذين يطلبون حق السلطان «مراد» وآونة يبايعون من شاءوا من العباد، ويريدون من «عبد الحميد» - وهو الذي لا يجري في ملكه إلا ما أراد - أن يصبح كهذا الذي قال عن نفسه وأجاد:
أليس من العجائب أن مثلي
يرى ما قل ممتنعا عليه
وتؤخذ باسمه الدنيا جميعا
وما من ذاك شيء في يديه
4
قال الهدهد: ولو أردت أن أحصي عمي البصائر - على ذكر الأعمى بسادر - لما استطعت أن أحصي نصف الناس، على اختلاف الأصناف والأجناس، فبينما أنا مفكر حائر، ماض في الجو طائر، إذ طاف بي من الجوارح طائف، فلم أدر إلا وأنا بين جناحي خاطف وهو ينظر إلي مبتسما ويقول: لقد أتعبنا الهدهد بالانتظار. قلت: وبذلك الأعمى في تلك الدار.
قال: أما الأعمى فرمسيس رب هذا الملك، وباني هذه الدولة، عمي إذ بلغ به الكبر، فكانت هذه أبلغ العبر، وأما «بسادر» فمن الأسماء الدائرة، وإنما رميت باستعارته له إلى أن الدهر قد حكم فيه فصار كبعض الناس.
قلت: يا أسفا على ذلك الوعد، ويا حسرتا على تلك الأمنية! لقد أخطأني ما أملت من القدوم عليه، وفاتني ما رجوت من النظر إليه!
Página desconocida