من المهاجرين والأنصار، فلم ينكروا عليه ذلك، وأشار عليه علي - رحمه الله - بضرب شارب الخمر ثمانين، كما رأيت آنفا.
وقصة أبي محجن الثقفي معروفة، حين قال شعرا يذكر فيه الخمر وحبه لها وحرصه على أن يذوقها حيا وميتا، وكان في هذا الشعر:
إذا مت فادفني إلى جنب كرمة
تروي عظامي بعد موتي عروقها
ولا تدفنني بالفلاة فإنني
أخاف إذا ما مت ألا أذوقها
وكان في القادسية حين قال هذا الشعر، فلما سمع سعد بن أبي وقاص - رحمه الله - هذا الشعر وضع رجليه في القيد وحبسه في القصر، ثم كانت وقعة شديدة من وقعات القادسية، فطلب أبو محجن إلى سعد أن يطلقه ليشهد الوقعة، فأبى عليه سعد وزجره، فلما كان بعد قليل طلب إلى سلمى بنت خصفة - زوج سعد - أن تضع عنه قيده وتعيره فرسا لسعد - تسمى البلقاء - وأعطاها عهدا على نفسه على أن يعود بعد انتهاء الموقعة إن سلم فيضع رجليه في القيد، فأبت سلمى وكرهت أن تخالف عن أمر زوجها، فسكت أبو محجن ساعة، ثم أنشد هذه الأبيات:
كفى حزنا أن تردي الخيل
2
بالقنا
Página desconocida