Sheij Abd Qadir Maghribi
محاضرات عن الشيخ عبد القادر المغربي
Géneros
صلى الله عليه وسلم
تضمنا من روائع الحكم في الفضائل والآداب والحث على مكارم الأخلاق ما يبذ القائلين، ويفي بحاجة المحتاجين، وكل ما نريد اليوم كتب أخلاقية يستعين بها المسلمون والآباء والمتصدون لإرشاد العامة ولتربية الطلاب والناشئين، وقد ألف المغربي كتابه هذا فجاء ضخما إذ تعمد فيه إلى توفية الأمور الأخلاقية والدينية، التي عالجها ما تستحقه من العناية، وأسهب، ورأى وزير معارف الحكومة العربية الفيصلية إذ ذلك الأستاذ الكبير ساطع الحصري أن ما كتبه الشيخ مطول جدا فطلب إليه اختصاره، وأن يقتصر فيه عن المنقول والمأثور - على ما ورد في الكتاب السماوي والحديث النبوي، اللهم ما جاء عرضا من أقوال الحكماء مما يلتحم معناه مع معنى الآيات والأحاديث ، ففعل ذلك كله، وأفرغ الكتاب في أسلوب سهل المأخذ قريب المتناول.
والكتاب مقسم إلى «مقدمة» بحث فيها القرآن والحديث بحثا جد مفيد، يلخص فيه كافة علوم القرآن والحديث ومباحثها مما لا يدع مزيدا لمستزيد. ثم ذكر «تمهيدا» بحث فيه عن مكانة الأخلاق وعن الأخلاق والإيمان، وعن الأخلاق والعبادات، وعن الدنيا والآخرة والخير والواجب، ثم شرع في ذكر مباحث الواجبات بعد أن قسمها إلى أربعة أقسام: (1)
الواجبات الشخصية وبحث فيها عن وجوب اهتمام المرء بالصحة والتداوي والنظافة والطهارة، والعلم والعقل، والصبر والشجاعة، والصدق والكذب، والعمل والسعي والزراعة والصناعة، والكسب والتجارة وما إلى ذلك. (2)
الواجبات العائلية وبحث فيها عما ورد في الدين عن الأهل والعيال والنكاح والطلاق وأحكام النساء والأيتام وما إلى ذلك. (3)
الواجبات الاجتماعية وبحث عن مزايا الجماعة والتعاون والرحمة والصدقة والأمانة والعدل، وما إلى ذلك من مباحث الأخلاق الاجتماعية. (4)
الواجبات المدنية وفيها بحث لطيف عن واجبات الفرد نحو الوطن والحكومة ووجوب الدفاع عن الوطن، والنصح للحكام والطاعة لهم وما إلى ذلك.
ثم ختم الكتاب بمختارات من القرآن والحديث يستظهرها الفرد، ويستعين بها على تدارس أموار الأخلاق والواجبات الدينية.
وقد لقي الكتاب رواجا عظيما في كافة أرجاء العالم الإسلامي بسهولة عبارته، وصفاء سريرته، ونقاء سيرة مؤلفه، وصدقه في دعوته.
ومما يلحق بهذا الباب «كتاب البينات» الذي نشر منه جزأين اختار فيهما بعض مقالاته الاجتماعية الإصلاحية عن «الإصلاح الإسلامي والباعث عليه وفهرس أركانه» وعن «البطالة والعمل» و«العائلة» و«الحرية العلمية في الإسلام» و«الزواج والحب» و«الطلاق في الإسلام» و«التربية النفسية والمقارنة بين كتبها الابتدائية». و«الإنفاق في الكماليات» و«الأخلاق والعقائد والأولياء والمراقد» وما إلى هذه الأمور من مباحث الإصلاح الاجتماعي الديني الذي نذر المغربي نفسه للقيام بأعبائه، والمغربي في حملته الإصلاحية سائر على خطى شيخه الأفغاني ومحمد عبده، متخذ سنة السلف الصالح من الاعتماد على ما ورد في معالجة هذه الأمور في الكتاب السماوي والحديث النبوي والاسترشاد بأقوال الحكماء والفلاسفة المعاصرين من شرقيين وغربيين، وهو على الرغم من كونه نشأ نشأة دينية تقليدية، كان نزاعا إلى التجديد محاولا أن يطلع على كل ما جد في عصره من أقوال الفلاسفة والمذاهب الحديثة ومناقشتها مناقشة تلائم طبعه وبيئته، فقد ناقش في بحث له نشر سنة 1908م/1325ه موضوع الفقر والعدالة الاجتماعية وخطر «الاشتراكية» فقال: «إن الزكاة الشرعية هي دواء الاشتراكية، وبما أن أمور الزكاة غير منتظمة، وهذا سينشأ عنه انتشار الاشتراكية» وقال أيضا: «إن الأسباب الحائلة بين المسلمين وبين اطراد إخراج الزكاة وجني ثمرتها الاجتماعية هي أمور ثلاثة:
Página desconocida