وارتمت أمها بجانبها تنادي اسمها في ثورة، وهم عتريس أن يبرح الغرفة، ولكنه وجد الطريق مسدودا أمامه، كانت عيون الرجال تغلقه فلا سبيل له، ونظر لهم مذهولا أول الأمر، ثم حين تبين ما في عيونهم ما لبث أن غشيته غاشية من الخوف المذعور الراجف، ولم يقل شيئا، ولكن أحد الرجال قال في حزم: فؤادة تذهب إلى بيت أبيها.
واستجمع عتريس أشلاء نفسه ليقول: أتجرؤ؟
ولكن الصوت عاد يقول له في حزم ثابت هادئ: فؤادة تذهب إلى بيت أبيها. - سأقتلكم جميعا.
وجاءه الصوت مرة أخرى: إننا نحن الذين نقتل، فؤادة تذهب إلى بيت أبيها.
وحملت فاطمة فؤادة بين ذراعيها وانفسح الطريق أمامها وخرجت ونكس عتريس رأسه في استسلام وحين رفع بصره لينظر الطريق الذي سارت فيه فاطمة بفؤادة وجد الطريق وقد أغلقته العيون مرة أخرى.
Página desconocida