Shawqi: Cuarenta Años de Amistad

Shakib Arslan d. 1368 AH
124

Shawqi: Cuarenta Años de Amistad

شوقي: صداقة أربعين سنة

Géneros

3

ومضى متقدما ورجع من رجع منهم ليغسل عينيه ويرى بهما أن شوقي من النفس المصرية بمنزلة المجد المكتوب لها في التاريخ بحرب ونصر وما هو بمنزلة شاعر وشعره.» إلى أن قال: «ثم تولاه الخديوي عباس باشا وجعله شاعره، وتركه يقول:

شاعر العزيز وما

بالقليل ذا اللقب

وإذا أنت فسرت لقب شاعر الأمير هذا بالأمير نفسه في ذلك العهد خرج لك من التفسير شاعر مرهف معان بأسباب كثيرة، ليكون أداة سياسية في الشعب المصري تعمل لإحياء التاريخ في النفس المصرية وتبصيرها بعظمتها وإقحامها في معارك زمنها وتهيئتها للمدافعة.» وأحسن من قوله هذا قوله الآخر: «إن السياسة التي ارتاض بها شوقي ولابسها من أول عهده واتجه شعره في مذاهبها من الوطنية المصرية إلى النزعة الفرعونية إلى الجامعة الإسلامية، كانت سبب نبوغه ومادة مجده الشعري، وكانت هي بعينها مادة نقائصه فقد أبلته بحب نفسه وحب الثناء عليها وتسخير الناس في ذلك بما وسعته قوته إلى غيرة أشد من غيرة الحسناء تقشعر كل شعرة منها إذا جاءها الحسن بثانية، وهي غيرة وإن كانت مذمومة في صلته بالأدباء الذين لذعوه بالجمر، ونحن منهم، غير أنها ممدوحة في موضعها من طبيعته هو؛ إذ جعلته كالجواد العتيق الكريم ينافس حتى ظله، فعارض المتقدمين بشعره كأنهم معه، ونافس المعاصرين ليجعلهم كأنهم ليسوا معه، ونافس ذاته أيضا ليجعل شوقي أشعر من شوقي.»

شكيب أرسلان

قبيل وفاة شوقي

هذا ولما اجتمعت بشوقي في السويس آتيا من القاهرة إليها لزيارتي، وكانت وا أسفاه الملاقاة الأخيرة بيننا لحظت عليه آثار الضعف بادية، وكأنما كان أكبر من سنه بعشر سنوات على الأقل، وعجبت من أن تنال الشيخوخة منه هذا النيل وبين الإخوان الذين كانوا قد اجتمعوا هناك من هم أعلى سنا بكثير، ولم يتقوس لهم ظهر، ولم يتغضن لهم جبين، ولم يأخذ منهم الدهر ما أخذ من شوقي، فشعرت في نفسي بالخوف على صحته ورأيته قد سبق سنه بمسافة طويلة. فبعد أن تفارقنا كنت لا أزال أترقب أخبار صحته وأتمنى لو يأتي إلى سويسرة فأشاهده، وما زلت أتحسر على تلك الفرقة وأنشد قول العباس بن الأحنف:

سبحان رب العلا ما كان أغفلني

عما رمتني به الأيام والزمن

Página desconocida