في الانتساب لبعض الأئمة في الجملة - كالزيدية والفطحية والواقفة وغيرهم - فنسبة تشعب الآراء والاختلاف إليهم واضح. وأما الإمامية الاثنا عشرية بالخصوص فلا يتأتى في حقهم ذلك، وكلام صاحب الملل يشير إلى ما ذكرناه. وكأن المصنف خص هذا التقسيم بعلماء الشيعة، ولهذا استشهد بكلام العلامة، وكلامه (2) غيره شاهد بذلك صريحا، وغاية ما يستفاد منه أنه أراد بالأصوليين الذين صنفوا كتب الحديث - كالشيخ وأمثاله - وإلا فهم قسم واحد بالنسبة إلى العمل بالأخبار، غاية الأمر أن منهم من لا يعمل بخبر الواحد، ومنهم من يعمل به.
ولقد بالغ المصنف (رحمه الله) هنا في مدح العلامة - قدس الله روحه - شاهدا له بأنه بحر العلوم، فكيف هذا البحر الواسع لم ينشعب منه شعبة لإدراك ما أدركه المصنف ولم يوفقه الله لذلك! اللهم إلا أن يكون هذا المدح للتوصل به إلى أمر يعود على النفس أثره وغايته، كما لا يخفى.
Página 98