لم تتحرك كلير ولم تغير اتجاه نظرها، ثم تدفع يدها فجأة في جيب معطفها المعلق وراءها وتخرج الزجاجة الزرقاء الصغيرة التي أخذتها من بيت ماليس منذ ستة شهور، فتفتحها وتفرغها في كأس الشمبانيا، وترفع الكأس وتنظر إليها مبتسمة كأنها تشرب نخب أحد، ثم تدنيها من شفتيها وتشرب، وتضع الكأس وهي تبتسم وتسند الأزهار التي اشترتها إلى صدرها، وتسترخي شيئا فشيئا ببطء على الكرسي وعلى فمها الابتسامة الناعسة، فتقع الأزهار في حجرها وتسترخي ذراعاها، ويهبط رأسها على صدرها، والجالسون وراء الحاجز يتكلمون، وأصوات المرح من مائدة العشاء تهفو إلى الغرفة، وأحيانا ترتفع وأحيانا تخفت.
يدخل أرنو من الممر ويذهب إلى الخوان ومعه سلة فاكهة فيضعها، ويذهب إلى المائدة التي وراء الحاجز وينظر، ثم يعود إلى كلير.)
أرنو :
مدام! مدام! (يصغي إلى تنفسها ثم يلمح فجأة الزجاجة الصغيرة فيشمها)
يا إلهي! (يخرج الذين وراء الحاجز على صوته الغريب - وهم أربعة - وينظرون، ويقول الأسمر «هالو، هل أغمي عليها؟» فيمد أرنو يده بالزجاجة إليه.)
اللورد الفاتر (يتناول الزجاجة ويشمها) :
وحق الله! (تنحني المرأة على كلير وترفع يديها. يجري أرنو إلى التليفون ويتكلم.)
أرنو :
المدير بسرعة (يلتفت فيرى الشاب عائدا)
لقد فرت! لقد ماتت!
Página desconocida