Sharh Zad Al-Musta'ni' - Hamad Al-Hamad
شرح زاد المستقنع - حمد الحمد
Géneros
وعليه أيضا، من لقي النبي ﷺ وجالسه لكنه لم يكن مؤمنًا به ثم آمن بعد ذلك لكنه لم يسعد برؤيته؛ فإنه لا يكون صحابيًا وإنما يكون تابعيًا.
فإذن الصحابي هو من رأى النبي ﷺ وكان في تلك الحال مؤمنًا بالله ﷿.
ومثل ذلك من منعت رؤيته مانع كأن يكون أعمى لا يبصر فهو صحابي لأن الذي منع من الرؤية إنما هو كونه أعمى وليس المقصود هو مجرد الرؤية فحسب بل اللُّقيا ثابتة له فيكون صحابيًا أيضًا.
(ومن تعبد): أي تعبد لله وتذلل له وأطاعه، والعبادة - كما قال شيخ الإسلام: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.
* قوله: «أما بعد» .
(أمّا): أي مهما يكن من شيء، فأما هنا تنوب عن أداة الشرط وعن فعله، و(أما) بمعنى (مهما يكن من شيء) .
(بعدُ): هنا ظرف زمان، مبني على الضمة في محل نصب، لكون المضاف إليه محذوف، والأصل "بعد ذلك"، والمعنى: (مهما يكن من شيء بعد ذلك) .
* قوله: «فهذا مختصر في الفقه» .
المختصر: اسم مفعول من الاختصار.
والاختصار في الكلام: هو أن تقل الألفاظ وتكثر المعاني.
وهذا ممدوح - حقيقة ـ؛ لأنه أسهل للحفظ وأجمع للأحكام ولكن بشرط ألاّ يكون ذلك فيه غموض بحيث يحتاج إلى مشقة وتعب لتفهمه وتفهيمه، يعني تعلمه وتعليمه يحتاج إلى مشقة؛ لأن ألفاظه غامضة فهذا مذموم.
(الفقه): الفقه لغة: الفهم ومنه قوله تعالى: ﴿واحْلُل عقدة من لساني يفقَهُوا قولي﴾ (١): أي يفهموه.
اصطلاحًا: معرفة الأحكام الشرعية التكليفية العملية من أدلتها التفصيلية.
_________
(١) سورة طه (٢٨) .
1 / 14