Explicación del Testamento de Abu Hanifa

Al-Babarti d. 786 AH
22

Explicación del Testamento de Abu Hanifa

شرح وصية الإمام أبي حنيفة

وذهب الخوارج إلى أن من عصى صغيرة أو كبيرة فهو كافر مخلد في النار، لقوله تعالى: ?ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها? [النساء: 14]، والذنوب كلها في تحقيق اسم العصيان واحدة، وقال تعالى: ?واتقوا النار التي أعدت للكافرين? [آل عمران: 131]، فلما كانت للكافرين فكل من أوعدها فهو كافر، فثبت بمجموع الآيتين أن العاصي كافر، وحكمه الخلود في النار.

وقالت المعتزلة: إن كانت المعصية كبيرة فاسم مقترفها الفاسق لا المؤمن ولا الكافر، فيخرج بها عن الإيمان ولا يدخل في الكفر، فيكون له منزلة بين منزلتين، لأن الناس اختلفوا في تسميته، فالسنية قالوا: إنه مؤمن بما معه من التصديق فاسق بما اكتسب من الذنب. والخوارج قالوا: إنه كافر وهو فاسق، والحسن البصري قال: إنه منافق لمخالفة فعله قوله، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من علامات النفاق: إذا اؤتمن خان، وإذا وعد أخلف، وإذا حدث كذب» (1)، وهو فاسق، فاتفق الكل على إطلاق اسم الفاسق، واختلفوا فيما وراء ذلك، فأخذنا بالمتفق عليه، وتركنا المختلف فيه ، وحكمه أنه يخلد في النار إن مات بغير توبة، لقوله تعالى: ?ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها? [النساء: 39].

Página 55