سيأتي تفصيله، فروى عنه إدغام كل منها جماعة من أهل الأداء وروى إظهارها آخرون وكلاهما صحيح عن رويس (1).
مبدل الكهف وبا الكتابا ... بأيد بالحق وإن عذابا
والكاف في كانوا وكلا أنزلا ... لكم تمثل وجهنم جعلا
شورى وعنه البعض فيها أسجلا ... وقيل عن يعقوب ما لابن العلا
تقدم شرح البيتين الأولين، وقوله شورى قيد ل «جعل لكم من أنفسكم» فيها احترازا من «جعل لكم» في النحل كما تقدم، فإن الأكثرين عنه على أدغمه، و «من جعل لكم» في باقي القرآن، فإن الجمهور على إظهاره كما سيأتي ولما فرغ من ذكر ما فيه خلاف عنه: أي عن رويس على السواء أخذ في ذكر ما الأكثرون على إظهاره وهي «جعل لكم» في غير الشورى وغير النحل وهو في سبعة عشر موضعا في البقرة والأنعام ويونس وطه والفرقان والقصص والسجد ويس، ثلاثة غافر والزخرف وحرفا الملك وموضع في نوح، فروى إدغامها مع من روى إدغام مواضع النحل وموضع الشورى صاحب الروضة وابن الفحام والأهوازي قوله:
(وقيل عن يعقوب الخ) يشير إلى ما ذكره أبو الكرم في المصباح، وأبو العلا الحافظ في مفردة يعقوب وغيرهما من إدغام يعقوب كل ما أدغمه أبو عمرو من المثلين والمتقاربين.
بيت (ح) ز (ف) ز تعدانني (ل) طف ... وفي تمدونن (ف) ضله (ظ) رف
لما فرغ من مذهب يعقوب ورويس فيما أدغماه من الإدغام الكبير شرع في ذكر أحرف بقيت من الإدغام الكبير والخلاف فيها على غير ما تقدم وهو «بيت طائفة منهم» في النساء، أدغم التاء منه في الطاء أبو عمرو وحمزة، وإدغام أبي عمرو وله على غير الوجه الذي لأبي عمرو أول الباب، فإن إدغام هذا الحرف عنه بلا خلاف سواء قرئ له بالإدغام الكبير أم بالإظهار أم بالهمز أم تركه بالمد أم بالقصر، فلذلك ذكره مع حمزة والباقون بالإظهار قوله: (حز) من الحوز وهو الحفظ والصون، وقوله فز، من الفوز وهو السعادة والفلاح. قوله: (تعدانني) أي وأدغم النون في النون من قوله «أتعدانني أن أخرج» في الأحقاف هشام، والباقون
Página 65