[من الإعراب] (١)؛ فلا محل لها، و(أورثه): خبر (أنّ)، و(من): موصول (٢)، مفعول (أورثه)؛ لأنه يتعدى لاثنين، و(اصطفى): صلة الموصول.
أى: قال الله تعالى فى القرآن [عنهم] (٣) أوصافا [كثيرة] (٤) تتعلق بحامليه (٥) من الخير والثواب، وما أعد لهم فى العقبى والمآب، ولو لم يكن فى [القرآن] (٦) فى حقهم إلا ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ ... الآية [فاطر: ٣٢] لكان فى ذلك كفاية [لهم] (٧).
ص:
وهو فى الاخرى شافع مشفّع ... فيه وقوله عليه يسمع
ش: (وهو شافع): اسمية، (وفى الأخرى) يتعلق (٨) ب (شافع)، ولا يتزن البيت إلا مع نقل حركة همزة (الأخرى)، و(مشفع): خبر ثان أو معطوف لمحذوف (٩)، و(فيه):
يتعلق بأحدهما [ويقدر مثله فى الآخر] (١٠)، و(قوله يسمع): اسمية و(عليه): يتعلق ب (يسمع).
أى: أن القرآن يشفع فى قارئه يوم القيامة ويشفعه الله تعالى فيه ويسمع ما يقول فى حقه كما سيأتى، وأشار بهذا إلى ما فى «صحيح مسلم» عن رسول الله ﷺ: «اقرءوا القرآن فإنّه يجيء يوم القيامة شفيعا لأصحابه».
وروى (١١): «من شفع (١٢) له القرآن يوم القيامة، يجيء القرآن شفيعا مشفّعا وشهدا (١٣) مصدّقا، وينادى يوم القيامة: يا مادح الله قم فادخل الجنّة، فلا يقوم إلّا من كان يكثر قراءة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص: ١]».
وقال رسول الله ﷺ: «ما من شفيع أعظم منزلة عند الله تعالى يوم القيامة من القرآن، لا نبىّ ولا ملك ولا غيره» (١٤).