Explicación de la Anatomía de la Ley
كتاب شرح تشريح القانون
Géneros
Ciencias Naturales
فلذلك يكون ما ينفذ إلى التجويف الأيسر من القلب من الأجزاء الدموية المخالطة للأجزاء الهوائية كثير المائية جدًا، فلذلك يكون النافذ من ذلك التجويف إلى الشرايين كذلك وهذه المائية الزائدة تجعل الدم مستعدًا للفساد والعفونة، فلذلك تحتاج إلى تنقيته منها، والعضو الذي من شأنه جذب المائية من الدم هو الكلي فلذلك يحتاج أن ينفذ إلى كل شعبة من الشرايين لتجتذب منها المائية المخالطة لدم الشرايين.
قوله: فالآتي إلى اليسرى منهما يستصحب دائمًا من الآتي إلى الكلية اليسرى. السبب في ذلك أن الجانب الأيسر أكثر بردًا من الأيمن، فلو لم يكن ما يأتي البيضة اليسرى من الشرايين أزيد مما يأتي الكلية اليمنى، لكانت البيضة اليسرى أبرد كثيرًا من اليمنى. ولو كان كذلك لكان ما يخرج منها من المني مخالفًا جدًا في المزاج لما يخرج من البيضة اليمنى، ولو كان كذلك لكان المني الخارج منهما غير متشابه المزاج، ولأجل كثرة الشرايين في البيضة اليسرى صارت مشاركتها للقلب أكثر من مشاركة البيضة اليمنى له، ولأجل الشعبة الآتية إليها من الكلية صارت البيضة اليسرى مشاركة للكلية اليسرى ولا كذلك الكلية اليمنى فإنها لا تشاركها البيضة اليمنى كثير مشاركة.
البحث الثاني المواضع التي لا تصاحب الشرايين فيها الأوردة
الجملة الخامسة
صفة الأوردة
هي خمسة فصول
الفصل الأول
العروق الساكنة
قال الشيخ الرئيس رحمة الله عليه أما العروق الساكنة ... إلى آخر الفصل.
الشرح لما كانت الكبد وهي العضو الذي من شأنه إحالة الكيلوس كيموسًا لتغذية نفسها وتغذية البدن كله بذلك الكيموس. وإنما يمكن ذلك بأن يكون للكيموس طريق ينفذ فيه من المعدة والأمعاء إلى الكبد ويكون للكيموس طريق ينفذ فيه من الكبد إلى جميع الأعضاء، ولا بد من أن يكون جرم كل واحد من الطرق قويًا لئلا ينخرق عند تمديد الكيموس أو الكيلوس له. ولا بد أن يكون مع ذلك لدنًا حتى يكون قابلًا للانثناء والانعطاف بسهولة على حسب ما يعرض للأعضاء الأخر من ذلك فلا يكون معاوقًا عن تحرك الأعضاء. ولا بد من أن يكون مع ذلك مجوفًا ليمكن أن ينفذ في تجويفه كل واحد من هذين: أعني الكيلوس والكيموس وما هو من الأعضاء كذلك فهو المسمى عند متأخري الأطباء بالأوردة، وهي التي نريد أن نتكلم الآن فيها.
ولما كان تولد الكيموس هو في المعدة، وانجذابه هو في الأمعاء، وجب أن يكون الطريق الذي ينفذ فيه الكيلوس إلى الكبد مع اتصاله بالكبد هو متوجه إلى ناحية المعدة وإلى الأمعاء وما يقرب منهما ليكون منهما ترشح من هذين العضوين شيء من الكيلوس فيمكن لتلك الأوردة المنبثة هناك من استرشاحه لينفذ في تجاويفها ويوصله إلى الكبد.
أما اتصال هذه الأوردة بالكبد فيكفي أن تكون في موضع واحد. ومن ذلك موضع يتفرق الكيلوس في جرم الكبد فلذلك يكفي أن يكون الآتي للكبد بالكيلوس عرقًا واحدًا، ويكون لذلك العرق تفرع في جرم الكبد إلى فروع كثيرة فيها ينفذ الكيلوس في جرمها متفرقًا متشتتًا ليكون أقوى على إحالة قوية.
وهذا العرق يسمى الباب وفروعه التي تنبت في جرم الكبد تسمى فروع الباب.
وأما أطراف هذا العرق عند المعدة والأمعاء ونواحيهما فيجب أن تكون كثيرة جدًا لتفي باستنشاق جميع ما يرشح من هذين العضوين من أي موضع كان. فلذلك يجب أن ينقسم الباب في أخذه إلى المعدة والأمعاء إلى فروع كثيرة.
وهذه الفروع تسمى الماساريقا والمشهور أن هذه الماساريقا متصلة بالمعدة وبالأمعاء جميعها نافذة بتجاويفها إلى تجاويف المعدة والأمعاء وهذا قد بيناه فيما سلف أن من جملة الخرافات المشهورة هذا.
وأما الأوردة الموصلة للكيموس من الكبد إلى جميع الأعضاء فظاهر أنها يجب أن تكون متصلة أيضًا بالكبد وبالأعضاء جميعها واتصالها بالكبد يكفي أيضًا أن يكون في موضع واحد وذلك هو الوريد المسمى بالأجوف.
1 / 102