استفتاح
﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
الحمد لله الذي أنزل وحيه هدى وذكرى لأولي الألباب. وفتح بصائر أولي النهي على أسرار ما أودعه في صحيح السنة ومحكم الكتاب. ويسّر لمن أراد بهم خيرًا التفقه في الدين فارتقوا في الأسباب.
أحمده حق حمده وهو ولي الحمد في الأولى ويوم المآب. فبحمده تنزاح الحجب وتلمع بوارق الصواب. والله ولي المؤمنين في هذه الدار ويوم الحساب.
وأشكره أبان بقويم شرعه للسالكين مأمون المحجة، ووفق علماء الأمة في متشابك الدروب لصادق الفلجة (١). فانزاحت الشبه وظهر الحق لئلا يكون للناس على الله بعد ذلك حجة.
ثم أصلي وأسلم على سيدنا محمَّد نبي الأمة وإمامها. ورافع لواء الحقيقة وناشر أعلامها، ومنقذ البشرية بهدى ربه ومحقق أمنها وسلامها. من طاهر سنته امتلأت العقول بالحكمة. وبحرصه على البيان وإبلاغ وحي الله كملت الرحمة.
وبإكرام رب العزة لأمته تمت النعمة.
ثبتني الله وإياك على الالتزام بسنته. وضاعف في قلبي وقلبك زكي محبته. وفوَّزني وإياك بالورد من حوضه وخاص شفاعته.
أما بعد، فإن كتاب شرح التلقين كتاب مفرد في طريقته. نوه به أهل
_________
(١) الظفر والفوز.
1 / 5