289

Explicación del Amanecer del Sol sobre Alfiya

شرح طلعة الشمس على الألفية

Géneros

الشرط الثالث: أن يكونوا في خبرهم مستندين إلى المشاهدة نحو الإخبار عن البلدان والملوك والأصوات والمطعومات والمشمومات، فيخرج بذلك الإخبار عن الأمور العقلية كما لو أخبر جمع كثير من جهات مختلفة بأن العالم حادث، أو إن القرآن مخلوق، فإنه لا يكون خبرهم بذلك تواترا في الاصطلاح لأن الأمور العقلية مما يمكن النظر فيها لكل عاقل فليس لكثرة المخبرين فيها أثر، بل المرجع فيها إلى الدليل العقلي، فما صدق الدليل العقلي من ذلك كان صادقا وما كذبه الدليل العقلي كان كاذبا، ولم يذكر المصنف هذا الشرط تعويلا على أخذه من المقام فإنه إنما يتكلم في الخبر المنقول عنا الرسول والخبر المنقول عنه إنما يدركه الناقل بالمشاهدة التي هي شاملة للحواس الخمس، فغير المحسوس، لا يكون الخبر به تواتريا في الاصطلاح وإن كان منقولا عنه - صلى الله عليه وسلم - فإن شيئا من الأمور العقلية كوجود الله وثبوت الكمالات له تعالى قد نقلت عنه - صلى الله عليه وسلم - لكن لم تنظر العلماء إلى حصول العلم في ذلك من جهة الناقلين، وإنما حصل لهم علم ذلك من جهة الدليل العقلي وانضم إليه الدليل السمعي فزادة قوة إلى قوته والله أعلم.

Página 11