226

Explicación del Amanecer del Sol sobre Alfiya

شرح طلعة الشمس على الألفية

Géneros

ومنها: لو، وهي حرف موضوع لامتناع الشرط واستلزامه لامتناع جزائه، نحو: { ولو شئنا لرفعناه بها } (الأعراف: 176)، فمشيئة الرفع له ممتنعة، واستلزمت امتناع الرفع بالآيات، وذلك فيما إذا كان الشرط سببا مساويا للجزاء أو أعم منه، أما إذا كان الجزاء أعم من الشرط، كما في: لو طلعت الشمس لكان الضياء موجودا، فلا يستلزم امتناع الشرط امتناع الجزاء؛ لأن الضياء قد يوجد بغير طلوع الشمس، فالممتنع بامتناع طلوع الشمس إنما هو نوع من الضياء لا جميعه، فإذا عرفت هذا فاعلم أن قول القائل لعبده: لو دخلت الدار لعتقت، لا يقع به عتق، قال صاحب المرآة: "ولكن الفقهاء استعاروه لأن، كما في قوله تعالى: { ولو أعجبك } (المائدة: 100)، { ولو كره الكافرون } (غافر: 14)"، إلى أن قال: "فإذا قال: أنت طالق لو دخلت الدار، لا يقع حتى تدخل"، أقول: والذي تقتضيه القواعد العربية والأصولية أنه لا طلاق بهذا أصلا إلا إن نوى الطلاق بذلك؛ لأن جعل لو بمعنى أن إنما هو مجاز استعاري، وقد تقرر أن المجاز لا يصار إليه إلا مع قرينة تمنع من إرادة الحقيقة، أما إذا قال: لو دخلت الدار فأنت طالق، فالفاء قرينة لاستعمال "لو" بمعنى "إن"؛ لأن اللام هي التي تدخل جواب "لو"، والفاء تدخل في جواب "إن"، فيقع الطلاق بالدخول في مثل هذا اللفظ، كما لو قال: إن دخلت الدار، وهذا معنى قوله: "واللام في جوابها لا الفاء"، أي: اللام هي التي تكون في جواب "لو" تارة، ولا تكون تارة أخرى، لا الفاء؛ لأن الفاء يكون في جواب إن ونحوها من الأدوات المقتضية للإستقبال.

ومنها: لولا: وهي حرف موضوع لامتناع الشيء لوجود غيره، جعل مانعا من وقوع ما يترتب عليه، فصار كالاستثناء، فلا تطلق المرأة بقول الزوج لا: أنت طالق لولا دخولك الدار؛ لأن معناه: إن عدم وقوع طلاقك لوجود دخولك الدار، فهو بمنزلة قوله: أنت طالق إلا إن دخلت الدار، وهذا معنى قول المصنف: "ومثل لولا المنع الاستثناء"، بجر المنع بإضافة لولا إليه، ولا يقال: إن الحروف لا تضاف، لأنا نقول: إن المراد ههنا اسم الحرف لا ذاته، والمعنى: إن لولا المفيدة للمنع مثل الاستثناء بجامع أن كلا منهما يمنع من وقوع الشيء لوجود غيره، ففي البيت قلب، حيث جعل لولا مشبها به والاستثناء مشبها، والأصل العكس.

ومنها: متى، وهي للوقت اللازم المبهم، فقول الرجل لزوجته: أنت طالق متى لم أطلقك، تطلق بما إذا سكت عن طلاقها في وقت يمكنه تطليقها، وإن قبل ذلك الوقت، وقوله لها: أنت طالق متى شئت، تطلق متى شاءت الطلاق، سواء شاءت الطلاق في مجلسه أو بعد انقطاع المجلس؛ لأن متى للوقت المبهم كما علمت، وهو يتناول الزمان كله، كما أن أين تتناول المكان كله، فقوله: أنت طالق أين شئت؛ لا يقصر على المجلس، بل تطلق في أي مكان شاءت الطلاق كما مر.

Página 249