Explicación del Amanecer del Sol sobre Alfiya
شرح طلعة الشمس على الألفية
Géneros
يكون الإجمال في أشياء أحدها أن يكون في الفعل كصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - داخل الكعبة فإن الصلاة تكون فرضا، وتكون نفلا، وتكون بمعنى الدعاء، فإذا لم تعلم حقيقة الصلاة التي أرادها الراوي كان اللفظ مجملا ومعناه منبهما، وكذلك أيضا تسليمه - صلى الله عليه وسلم - عن ركعتين، وقيامه إلى الركعة الخامسة، فإنه محتمل أن يكون فعله في الموضعين سهوا، وأن يكون شرعا، ولذا قيل له أقصرت الصلاة؟ أم سهوت يارسول الله؟ وثانيها: أنه يكون في المفرد إما بالأصالة كالمشترك بين معانيه، والمتواطئ بين أفراده، فالأول كالعين للباصرة، والذهب، والشمس، وغيرها، $والجون للأسود والأبيض، والثاني كشيء $موجود فإن لهما أفرادا كثيرة، وأما بالإعلال كمختار، ومنقاد، ومحتاج، ونحوها، فإن هذه الألفاظ ونحوها إنما صارت مجملة بين الفاعل والمفعول؛ بسبب الإعلال الذي فيها؛ لأن أصل مختار مختير بكسر الياء في الفاعل، وبفتحها في المفعول وبقلب اليا ألفا، حصل الاشتراك فيها بين الفاعل والمفعول، وكذا القول في نظائرها، فيتبين المراد منها بقرينة وهي دليل البيان.
وثالثها: أنه يكون في المركب إذا ارتبك معناه، بمعنى أنه لم يعلم المراد منه بسبب تركيبه، وذلك كما في قوله تعالى: { أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح }، فإنه متردد بين زيادة المهر وإسقاطه، فإن أريد بالذي في يده عقدة النكاح: الزوج، كان المراد بالعفو الزيادة على الواجب في المهر، وإن أريد به الولي كان المراد بالعفو: إسقاط ما وجب من الصداق، والمعنيان محتملان، وبسبب التركيب في الآية حصل الإجمال.
Página 174