شرح سنن ابن ماجة - الراجحي
شرح سنن ابن ماجة - الراجحي
Géneros
شرح حديث: (وددت أن عندي بعض أصحابي)
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وعلي بن محمد قالا: حدثنا وكيع حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ في مرضه: (وددت أن عندي بعض أصحابي، قلنا: يا رسول الله! ألا ندعو لك أبا بكر؟ فسكت، قلنا: ألا ندعو لك عمر؟ فسكت، قلنا: ألا ندعو لك عثمان؟ قال: نعم، فجاء فخلا به، فجعل النبي ﷺ يكلمه ووجه عثمان يتغير).
قال قيس: فحدثني أبو سهلة مولى عثمان: أن عثمان بن عفان قال يوم الدار: إن رسول الله ﷺ عهد إلي عهدًا، فأنا صائر إليه.
وقال علي في حديثه: (وأنا صابر عليه).
قال قيس: فكانوا يرونه ذلك اليوم.
قال البوصيري في الزوائد: إسناده صحيح رجاله ثقات.
ويوم الدار: هو اليوم الذي أحاط به الثوار فيه يريدون أن يخلع نفسه، فصبر حتى قتل ﵁، وجاء في الحديث الآخر عن أبي موسى ﵁: (أنه توضأ في بيته ثم خرج فقال: لألزمن رسول الله ﷺ، ولأكونن معه يومي هذا، فجاء المسجد، فسأل عن النبي ﷺ، وفيه: فقلت: لأكونن بواب رسول الله ﷺ اليوم، فجاء أبو بكر يستأذن، فقال: ائذن له وبشره بالجنة، ثم استأذن عمر فقال: ائذن له وبشره بالجنة، كل واحد يدلي رجليه مع النبي ﷺ في القف في البئر، ثم جاء عثمان فاستأذن فقال: ائذن له وبشره بالجنة مع بلوى تصيبه، فجاء ووجد المكان الذي فيه النبي ﷺ قد امتلأ، فجلس من الجانب الآخر فدلى رجليه) قوله: (مع بلوى تصيبه) هذا هو الشاهد من الحديث.
وجاء من مناقب عثمان: (أن النبي ﷺ كان جالسًا يومًا وفخذه مكشوف فلما دخل أبو بكر بقي على حاله، ثم دخل عمر وهو على حاله، ثم دخل عثمان فجلس وغطى فخذه، قالت عائشة: يا رسول الله! دخل أبو بكر فلم تهتش ولم تباله، ودخل عمر فلم تهتش ولم تباله، ثم لما جاء عثمان جلست وسويت ثيابك، قال: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة).
والفخذ عورة، والأحاديث التي فيها الكشف إنما جاءت من فعل النبي ﷺ، والأحاديث التي فيها: (أن الفخذ عورة) هي من قول النبي ﷺ، والقول مقدم على الفعل، وجاء في حديث أنس: (أن النبي ﷺ وهو راكب في فتح خيبر كانت فخذه تلوح) هذا لعله انكشف في وقت الحرب.
المقصود: أن الأحاديث التي فيها كشف الفخذ جاءت من فعل النبي ﷺ لا من قوله، ورواها صغار الصحابة، وأما الأحاديث التي فيها أن الفخذ عورة فهي أحوط، ورواها كبار الصحابة، وهي من قوله، والقول مقدم على الفعل، والفعل له احتمالات.
7 / 7