114

Explicación de las Grandes Guerras

شرح السير الكبير

Editorial

الشركة الشرقية للإعلانات

Año de publicación

1390 AH

أَفْضَلَ لِلْمَرِيضِ وَالْمُسَافِرِ إذَا كَانَ يُجْهِدُهُ الصَّوْمُ. فَلَأَنْ يَكُونَ أَفْضَلَ لِلْمُسَافِرِ الْمُقَاتِلِ كَانَ أَوْلَى.
- وَعَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ ﵁ قَالَ: «رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فِي قُبَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ أَدَمٍ - يَعْنِي يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ - وَرَأَيْت بِلَالًا ﵁ أَدْخَلَ وُضُوءَهُ إلَيْهِ ثُمَّ أَخْرَجَهُ يُهَرِيقهُ. فَرَأَيْت النَّاسَ يَبْتَدِرُونَهُ، فَمَنْ أَصَابَ مِنْهُ شَيْئًا تَمَسَّحَ بِهِ، وَمَنْ لَمْ يُصِبْ أَخَذَ مِنْ بَلَلِ يَدِ صَاحِبِهِ فَتَمَسَّحَ بِهِ» . وَبِهِ يَسْتَدِلُّ مُحَمَّدٌ ﵀ عَلَى طَهَارَةِ الْمَاءِ الْمُسْتَعْمَلِ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَتَبَرَّكُونَ بِذَلِكَ، وَلَا يُتَبَرَّكُ بِمَا هُوَ نَجِسٌ فَلَوْ كَانَ نَجِسًا لَأَنْكَرَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. وَأَبُو حَنِيفَةَ يَعْتَذِرُ وَيَقُولُ: لَمْ يُنْقَلْ أَنَّهُ بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ. وَإِنَّمَا يَسْتَقِيمُ الِاحْتِجَاجُ بِهِ أَنْ لَوْ بَلَغَهُ فَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِمْ.
قَالَ: ثُمَّ «رَأَيْت بِلَالًا ﵁ أَخْرَجَ عَنَزَةً فَرَكَزَهَا. وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مُتَشَمِّرًا. فَصَلَّى إلَى الْعَنَزَةِ بِالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ. وَرَأَيْت النَّاسَ وَالدَّوَابَّ يَمُرُّونَ بَيْنَ يَدَيْهِ» . وَالْعَنَزَةُ: شِبْهُ الْحَرْبَةِ كَانَتْ تُحْمَلُ أَمَامَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي أَسْفَارِهِ لِتُرْكَزَ بَيْنَ يَدَيْهِ إذَا صَلَّى.

1 / 114