شرح رياض الصالحين لابن عثيمين

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
72

شرح رياض الصالحين لابن عثيمين

شرح رياض الصالحين لابن عثيمين

Editorial

دار الوطن للنشر

Año de publicación

1426 AH

Ubicación del editor

الرياض

كرجل هم أن يسرق، ولكن ذكر الله- ﷿ فأدركه خوف الله فترك السرقة، فإنه يكتب له بذلك حسنة كاملة؛ لأنه ترك فعل المعصية لله فأثيب على ذلك كما جاء ذلك مفسرًا في لفظ آخر: «إنما تركها من جراي» أي من أجلي، هم أن يفعل منكرًا كالغيبة مثلًا، ولكنه ذكر أن هذا محرم فتركه لله؛ فإنه يعطي على ذلك حسنة كاملة. فإن عمل السيئة كتب سيئة واحدة فقط، لا تزيد، لقوله - تعالي-) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (الأنعام: ١٦٠) . وهذا الحديث فيه: دليل على اعتبار النية؛ وأن النية قد توصل صاحبها إلي اليخير. وسبق لنا أن الإنسان إذا نوي الشر، وعمل العمل الذي يوصل إلي الشر، ولكنه عجز عنه؛ فإنه يكتب عليه إثم الفاعل؛ كما سبق فيمن التقيا بسيفهما من المسلمين: «إذا التقي المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار» قالوا: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: «لأنه كان حريصًا على قتل صاحبه» والله الموفق.

1 / 77