226

شرح رياض الصالحين لابن عثيمين

شرح رياض الصالحين لابن عثيمين

Editorial

دار الوطن للنشر

Año de publicación

1426 AH

Ubicación del editor

الرياض

والشر إذا وقع فإنما يقع في المفعولات ولا يقع في الفعل.
فمثلًا إذا قدر الله على الإنسان ما يكره، فلا شك أن ما يكرهه الإنسان بالنسبة إليه شر. لكن الشر في هذا المقدر لا في تقدير الله، لأن الله تعالي لا يقدره إلا لحكمة عظيمة، إما للمقدر عليه وإما لعامة الخلق.
أحيانًا تكون الحكمة خاصة في المقدر عليه، وأحيانًا في الخلق على سبيل العموم.
المقدر عليه إذا قدر الله عليه شرا وصبر واحتسب نال بذلك خيرًا، وإذا قدر الله عليه شرا ورجع إلي ربه بسبب هذا الأمر، لأن الإنسان إذا كان في نعمة دائمًا قد ينسي شكر المنعم ﷿ ولا يلتفت إلي الله، فإذا أصيب بالضراء تذكر ورجع إلي ربه سبحانه وتعالي، ويكون في ذلك فائدة عظيمة.
أما بالنسبة للآخرين، فإن هذا المقدر على الشخص إذا ضره قد ينتفع به الآخرون.
ولنضرب لذلك مثلا برجل عنده بيت من الطين، أرسل الله مطرًا غزيرًا دائمًا، فإن صاحب هذا البيت يتضرر، لكن المصلحة العامة للناس مصلحة ينتفعون بها، فصار هذا شرًا على شخص وخيرًا للآخرين، ومع ذلك فكونه شرًا لهذا الشخص أمر نسبي، إذا إنه شر من وجه لكنه خير له من وجه آخر. فيتعظ به ويعلم أن الملجأ هو الله ﷿، لا ملجأ إلا إليه، فيستفيد من هذا فائدة أكبر مما حصل له من المضرة.
المهم أن هذا الحديث ذكره المؤلف ﵀ في باب الصبر، لأن

1 / 231