Explicación de la Carta Consejera con Evidencias Claras

Mansur Cabd Allah d. 614 AH
49

Explicación de la Carta Consejera con Evidencias Claras

شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة

قلنا؛ ولا قوة إلا بالله: كون أكثر الناس عليه دلالة على بطلانه لأن الله -سبحانه وتعالى- أخبرنا في كتابه الكريم بأن الأكثر من الناس على ضلالة بقوله: {وأكثرهم للحق كارهون(70)}[المؤمنون]، وقوله: {وما وجدنا لأكثرهم من عهد}[الأعراف:102]، وقوله تعالى : {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين(103)} [يوسف] { وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين(102)}[الاعراف]، وقال -صلى الله عليه وآله وسلم- لأصحابه: ((ألا أنبئكم بأهل الجنة في أهل النار يوم القيامة؟، قالوا: بلى؛ يا رسول الله، قال: كشعرة سوداء في جلد ثور أبيض - أو شعرة بيضاء في جلد ثور أسود - وإن من الأنبياء من يأتي يوم القيامة ما معه إلا رجل واحد))([50])، وهذا كما ترى أكبر دليل على ضلالة الأكثر، ولو جعلت القلة دلالة الحق لكنت أسعد حالا؛ لأن الله -تعالى- قد مدح الأقلين في كتابه الكريم بقوله: {وقليل من عبادي الشكور(13)}[سبأ]، وقوله: {وما آمن معه إلا قليل(40)}[هود:40]، وقوله سبحانه: {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل}[النساء:66].

وأما كونه أقطع للحاج: فالحاج ([51]) في إلتماس الحق أحمد عاقبة من المداهنة في الإقرار على الباطل.

فأما الرجوع إلى قول: إن فلانا على الحق لكثرة عبادته؛ فذلك باطل، لأن في كل فرقة فلانا عابدا، وذلك يؤدي إلى أحد باطلين:

إما تصويب أهل الأقوال المختلفات، واعتقاد المتناقضات، وما أدى إلى الباطل فهو باطل.

Página 86