Explicación de la Carta Consejera con Evidencias Claras

Mansur Cabd Allah d. 614 AH
173

Explicación de la Carta Consejera con Evidencias Claras

شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة

ألا ترى أن المثل كان يطابق الممثول في ذلك لو قال -صلى الله عليه وآله وسلم- بعد ذلك ((فمن كنت مولاه فعلي مولاه)) ، ثم يمسك، وإنما صرح -صلى الله عليه وآله وسلم- بقوله: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)) فكان ذلك أبلغ.

وأما أن ذلك يفيد معنى الإمامة: فلأنا لا نريد بقولنا فلان إمام إلا أنه يملك التصرف في المسلمين في أمور مخصوصة، لها أحكام مخصوصة، وأن له الولاية عليهم، وأنه أولى بهم من أنفسهم، بمعنى أنه يجب عليهم إيثار مراده على مراد أنفسهم، وقد دل على هذا ما قدمناه من كلام النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، فثبت أن الإمام بعده بلا فصل علي بن أبي طالب -عليه السلام-.

ونريد بقولنا: بلا فصل؛ أنه -عليه السلام- الإمام بعده -صلى الله عليه وآله وسلم- من دون أبي بكر ، وعمر، وعثمان ؛ لأن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أوجب له ذلك عاما من دون تخصيص وقت دون وقت.

فإن قيل: فإن ذلك يقتضي إمامته في وقت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وحال حياته.

قلنا: أما الإستحقاق فهو ثابت في جميع الأوقات، وأما التصرف على الكافة فهو مخصوص بدلالة شرعية هي الإجماع من كافة المؤمنين أن التصرف في الأمة لا يجوز لأحد في حال حياة النبيء -صلى الله عليه وآله وسلم- إلا من تحت أمره، وما عدا وقت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- داخل تحت العموم فلا يجوز نفيه لغير ذلك.

Página 211