Explicación de la Carta Consejera con Evidencias Claras

Mansur Cabd Allah d. 614 AH
142

Explicación de la Carta Consejera con Evidencias Claras

شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة

فمذهبنا أن هذا القرآن الموجود بيننا -حجة لنا على من خالفنا، وحجة لأنفسنا على أنفسنا- هو كلام الله -تعالى- ووحيه وتنزيله، وأن محمدا -صلى الله عليه وآله وسلم- جاء به من عند ربه ولم يقله من تلقاء نفسه، وسيأتي الدليل على هذا المذهب بعد تبيين معاني ألفاظ القافية إنشاء الله تعالى.

قوله: (جاء به): يريد؛ وصل إلينا، والمجيء نقيض الذهاب.

و(الكتاب المنزل): هو القرآن، والله -سبحانه- أنزله ليهدينا به كما قال تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان}[البقرة:185].

قوله: (شاهده البر النبي المرسل): يريد دليله؛ لا فرق بين الشاهد والدليل، والحجة والبرهان، والآية في أصل اللغة معناها واحد، فهو يريد أن الدليل على أن هذا القرآن كلام الله -تعالى- أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أخبر بذلك، وهو لا يخبر إلا بالصدق على ما يأتي بيانه.

قوله: (موصل متلوه مفصل): يقول: إن من الذكر الحكيم زاده الله شرفا ما يجب توصيله في الحكم والتلاوة كقرآن الصلاة مثلا، ومنه ما يجوز تفصيله فيهما جميعا أو في أحدهما، ولا وجه لإنهاء القول فيه.

قوله: (فيه الهدى مبين ومجمل): (فالمبين): هو ما فهم من ظاهر لفظه مراد الله -سبحانه وتعالى- فيه، من دون اعتبار غيره من قول أو فعل وما يقوم مقامهما.

(والمجمل): هو مالا يعلم المراد به إلا باعتبار غيره من قول أو فعل أو ما يقوم مقامهما، وموضع تفصيل ذلك أصول الفقه ذكر الواجب عليه فيه، وقد ذكرنا في (كتاب صفوة الإختيار([28])) ما يغني كل طالب، ويشفي كل راغب بحمد الله -تعالى-.

Página 180