Explicación de Qatr al-Nada y Balsam del Eco
شرح قطر الندى وبل الصدى
Investigador
محمد محيى الدين عبد الحميد
Editorial
القاهرة
Número de edición
الحادية عشرة
Año de publicación
١٣٨٣
Géneros
Gramática y morfología
لكَون الْفِعْل المشغول فعل طلب وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى الزَّانِيَة وَالزَّانِي فاجلدوا كل وَاحِد مِنْهُمَا والقراء السَّبْعَة قد أَجمعُوا على الرّفْع فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَقد أُجِيب عَن ذَلِك بِأَن التَّقْدِير مِمَّا يبتلى عَلَيْكُم حكم السَّارِق والسارقة فَاقْطَعُوا أَيْدِيهِمَا فالسارق والسارقة مُبْتَدأ ومعطوف عَلَيْهِ وَالْخَبَر مَحْذُوف وَهُوَ الْجَار وَالْمَجْرُور واقطعوا جملَة مستأنفة فَلم يلْزم الْإِخْبَار بِالْجُمْلَةِ الطلبية عَن الْمُبْتَدَأ وَلم يستقم عمل فعل من جملَة فِي مُبْتَدأ مخبر عَنهُ بِغَيْرِهِ من جملَة أُخْرَى وَمثله زيد فَقير فاعطه وخَالِد مكسور فَلَا تهنه وَهَذَا قَول سِيبَوَيْهٍ وَقَالَ الْمبرد أل موصلة بِمَعْنى الَّذِي وَالْفَاء جِيءَ بهَا لتدل على السَّبَبِيَّة كَمَا فِي قَوْلك الَّذِي يأتيني فَلهُ دِرْهَم وَفَاء السَّبَبِيَّة لَا يعْمل مَا بعْدهَا فِيمَا قبلهَا وَقد تقدم أَن شَرط هَذَا الْبَاب أَن الْفِعْل لَو سلط على الِاسْم لنصبه وَمِنْهَا أَن يكون الِاسْم مقترنا بعاطف مَسْبُوق بجملة فعلية كَقَوْلِك قَامَ زيد وعمرا أكرمته وَذَلِكَ لِأَنَّك إِذا رفعت كَانَت الْجُمْلَة اسمية فَيلْزم عطف الاسمية على الفعلية وهما متخالفان وَإِذا نصبت كَانَت الْجُمْلَة فعلية لِأَن التَّقْدِير وأكرمت عمرا أكرمته فَتكون قد عطفت فعلية على فعلية وهما متناسبان والتناسب فِي الْعَطف أولى من التخالف فَلذَلِك رجح النصب قَالَ الله تَعَالَى خلق الْإِنْسَان من نُطْفَة فَإِذا هُوَ خصيم مُبين والأنعام خلقهَا أَجمعُوا على نصب الْأَنْعَام لِأَنَّهَا مسبوقة بِالْجُمْلَةِ الفعلية وَهِي خلق الْإِنْسَان وَمِنْهَا أَن يتَقَدَّم على الِاسْم أَدَاة الْغَالِب عَلَيْهَا أَن تدخل على الْأَفْعَال كَقَوْلِك أيدا ضَربته وَمَا زيدا رَأَيْته قَالَ تَعَالَى أبشرا منا وَاحِدًا نتبعه
1 / 194