فُرَيخان ينضاعَان في الفَجر كلّما ... أحسَّا دَوِىَّ الماء أو صوتَ ناعبِ
والهاء في (منهما) تعود على قامتا. ونسيم الصبا: تنسمها، وهو هبوبها بضعف. قال المجنون:
لَهِنَّ الصَّبا ريحٌ إذا ما تنسَّمَتْ ... على كِبدِ مَحزون تجلَّتْ همومُها
والنسيم منصوب على المصدر، والمسك مرفوع بتضوع. وقال الفراء: المسك مذكر فإذا أنث فإنما
يذهب إلى الريح. وقال غيره: المسك والعنبر يذكران ويؤنثان. وأنشدوا في تأنيثهما:
والمسك والعنبر خيرُ طيب ... أخذناهنّ بالثمَنِ الرَّغيب
وقال الأعشى في تذكيرها:
إذا تَقومُ يَضُوعُ المسك آونةً ... والعنبر الوَرْدُ من أردانها شَمِلُ
والنسيم مضاف إلى الصبا، وجاءت صلة الصبا، وما فيه يعود على الصبا. وإنما جاز للصبا أن
توصل لأن هبوبها يختلف فيصير بمنزلة المجهول، فيوصل كما يوصل الذي. قال الله ﷿:
(كمثلَ الحمار يَحمل أسفارًا) فيحمل صلة الحمار، والتقدير كمثل الحمار الذي يحمل أسفارًا. والباء
من صلة جاءت. وريا القرنفل: ريح القرنفل ولا تكون الريا إلا ريحا طيبة. قال الشاعر:
لَعمرُكَ ما أن طِبتَ إلاَّ وقد جرى ... برَيَّاك من ريَّا الحبيبِ نَسيمُ
ويروى:
إذا التفتَتْ نَحوِي تضوَّع ريحُها ... نسيمَ الصبَّا جاءت بريا القرتفُلِ
1 / 30