(حتَّى أبالَ الخيلَ في عَرَصاتهم ... فشفَى وزاد على الشفاء غليلا)
(أحْمَى الدروعَ لهم فسَرْبلهمْ بها ... والنَّارَ كحلهمْ بها تكحيلا)
قوله: (سربلهم) معناه ألبسهم الدروع. والنار منصوبة بكحل. والواو ظرف للفعل، والتقدير كحلهم
بالنار، فلما قدم النار نصبها بما بعدها، كما قال الله ﷿: (والظَّالمين أعدّ لهمْ عذابًا أليما). الآية.
تقديره: وأعد للظالمين، فلما قدم الظالمين نصبهم بما بعدهم. ويجوز في العربية: (والنار كحلهم بها
تكحيلا). قال الله ﷿: (والقمرُ قدّرناه منازل)، فرفع القمر وأعاد عليه من الهاء.
(والبِيضَ ألبسهمْ، شديدا حرُّها ... فكفَى بذلك للعِدَى تنكيلا)
البيض موضع نصب بالبسهم. والواو ظرف للفعل، كأنه قال: وألبسهم البيض. ويقال العدى بكسر
العين وطرح الهاء، والعداة بضم العين واثبات الهاء. قال أبو بكر: وحكى أبو العباس العدى، بضم
العين وطرح الهاء.
(وأقام يُسقَى الخمرَ في عَرَصاتهم ... مَلِكٌ يُعلُّ شرابُه تعليلا)
الملك مرفوع بأقام. ويسقى حال. قال: وأقام يسقى الخمر ملك يعل شرابه، أي أقام في هذه الحال
ملك. ويعل صلة ملك. ومعنى يعل يسقى مرة بعد مرة. وتعليلا منصوب على المصدر.
(حلَّت له من بعد تحريم لها ... أو أن يُمِسَّ الرأسَ منه غسيلا)
وقال في ذلك أيضا عمرو بن لأي بن موءلة بن عامر بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة ابن عكابة،
يتمنن على عمرو بن هند لما كان من نصرهم امرأ القيس على بني أسد:
(عَمرو بنَ هند أن مُهلكِةَ ... قولُ السَّفاه وشدّةُ الغَشْمِ)
عمرو بن هند، منصوب لأنه منادى مضاف، أراد: يا عمرو بن هند. والغشم: الظلم.
(ما شئتَ حِلٌّ لا حَرامَ له ... وحلالُكم أن شئتَ كالحِرمِ)
الحرم: الحرام. والحلال: المباح.
1 / 12