317

Comentario sobre El Sendero de la Elocuencia

شرح نهج البلاغة

Editor

محمد عبد الكريم النمري

Editorial

دار الكتب العلمية

Edición

الأولى

Año de publicación

1418 AH

Ubicación del editor

بيروت

فلسنا ولستم من المشركين . . . ولا المجمعين على الرده

ولكن أناس لقوا مثلهم . . . لنا عدة ولكم عده

فقاتل كل على وجهه . . . يقحمه الجد والحده

فإن تقبلوها ففيها البقاء . . . وآمن الفريقين والبلده

وإن تدفعوها ففيها الفناء . . . وكل بلاء إلى مده

فحتى متى مخض هذا السقاء . . . ولا بد أن تخرج الزبده

ثلاثة رهط هم أهلها . . . وإن يسكنوا تخمد الوقده

سعيد بن قيس وكبش العراق . . . وذاك المسود من كنده قال : فأما المسود من كندة ، وهو الأشعث ، فإنه لم يرض بالسكوت ، بل كان من أعظم الناس قولا في إطفاء الحرب والركون إلى الموادعة . وأما كبش العراق ، وهو الأشتر ، فلم يكن يرى إلا الحرب ، ولكنه ساكت على مضض . أما سعيد بن قيس ، فكان تارة هكذا وتارة هكذا .

وذكر ابن ديزيل الهمداني في كتاب صفين قال : خرج عبد الرحمن بن خالد ومعه لواء معاوية ، فارتجز فخرج إليه جارية بن قدامة السعدي ، فارتجز أيضا مجيبا له ثم اطعنا فلم يصنعا شيئا ، وانصرف كل واحد منهما عن صاحبه ، فقال عمرو بن العاص لعبد الرحمن : اقحم يابن سيف الله ، فتقدم عبد الرحمن بلوائه ، وتقدم أصحابه ، فأقبل علي عليه السلام على الأشتر ، فقال له : قد بلغ لواء معاوية حيث ترى ، فدونك القوم . فأخذ الأشتر لواء علي عليه السلام ، وقال :

إني أنا الأشتر معروف الشتر . . . إني أنا الأفعى العراقي الذكر

لست ربيعيا ولست مضر . . . لكنني من مذحج الشم الغرر

فضارب القوم حتى ردهم ، فانتدب له همام بن قبيصة الطائي - وكان مع معاوية - فشد عليه في مذحج ، فانتصر عدي بن حاتم الطائي للأشتر ، فحمل عليه في طيئ ، فاشتد القتال جدا ، فدعا علي ببغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فركبها ، ثم تعصب بعمامة رسول الله ، ونادى : أيها الناس ، من يشري نفسه لله ! إن هذا يوم له ما بعده ، فانتدب معه ما بين عشرة آلاف إلى اثني عشرة ألفا ، فتقدمهم علي عليه السلام ، وقال :

دبوا دبيب النمل لا تفوتوا . . . واصبحوا أمركم أو بيتوا

حتى تنالوا الثأر أو تموتوا

Página 131