Comentario sobre El Sendero de la Elocuencia
شرح نهج البلاغة
Editor
محمد عبد الكريم النمري
Editorial
دار الكتب العلمية
Edición
الأولى
Año de publicación
1418 AH
Ubicación del editor
بيروت
وقال القطب الراوندي : قوله : فما عدا مما بدا ، له معنيان ، أحدهما : ما الذي منعك مما كان قد بدا منك من البيعة قبل هذه الحالة ؟ والثاني : ما الذي عاقك ؟ ويكون المفعول الثاني لعدا محذوفا ، يدل عليه الكلام ، أي ما عداك ! يريد ما شغلك وما منعك مما كان بدا لك من نصرتي ! من البدا الذي يبدو للإنسان . ولقائل أن يقول : ليس في الوجه الثاني زيادة على الوجه الأول إلا زيادة فاسدة ، أما أنه ليس فيه زيادة ، فلأنه فسر في الوجه الأول عدا بمعنى منع ، ثم فسره في الوجه الثاني بمعنى عاق ، وفسر عاق بمنع وشغل ، فصار عدا في الوجه الثاني مثل عدا في الوجه الأول . وقوله : مما كان بدا منك ، فسره في الأول والثاني بتفسير واحد ، فلم يبق بين الوجهين تفاوت . وأما الزيادة الفاسدة فظنه أن عدا يتعدى إلى مفعولين ، وأنه قد حذف الثاني ، وهذا غير صحيح ، لأن عدا ليس من الأفعال التي تتعدى إلى مفعولين بإجماع النحاة ، ومن العجب تفسيره المفعول الثاني المحذوف على زعمه بقوله : أي ما عداك ، وهذا المفعول المحذوف ههنا هو مفعول عدا الذي لا مفعول لها غيره ، فلا يجوز أن يقال إنه أول ولا ثان .
ثم حكى القطب الراوندي حكاية معناها أن صفية بنت عبد المطلب أعتقت عبدا ، ثم ماتت ، ثم مات العبيد ولم يخلفوا وارثا إلا مواليهم ، وطلب علي عليه السلام ميراث العبيد بحق التعصب ، وطلبه الزبير بحق الإرث من أمه . وتحاكما إلى عمر ، فقضى عمر بالميراث للزبير .
قال القطب الراوندي رحمه الله تعالى ، حكاية عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : هذا خلاف الشرع ، لأن ولاء معتق المرأة - إذا كانت ميتة - يكون لعصبتها ، وهم العاقلة ، لا لأولادها .
قلت : هذه المسألة مختلف فيها بين الإمامية ، فأبو عبد الله بن النعمان المعروف بالمفيد ، يقول : إن الولاء لولدها ، ولا يصحح هذا الخبر ، ويطعن في راويه ؛ وغيره من فقهاء الإمامية كأبي جعفر الطوسي ومن قال بقوله يذهبون إلى أن الولاء لعصبتها لا لولدها ، ويصححون الخبر ، ويزعمون أن أمير المؤمنين عليه السلام سكت ولم ينازع ، على قاعدته في التقية ، واستعمال المجاملة مع القوم .
فأما مذاهب الفقهاء غير الإمامية فإنها متفقة على أن الولاء للولد لا للعصبة ، كما هو قول المفيد رحمه الله تعالى .
وروى جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه عن جده عليه السلام ، قال : سألت ابن عباس رضي الله عنه عن ذلك ، فقال : إني قد أتيت الزبير ، فقلت له ، فقال : قل له : إني أريد ما تريد - كأنه يقول : الملك - لم يزدني على ذلك . فرجعت إلى علي عليه السلام فأخبرته .
وروى محمد بن إسحاق والكلبي ، عن ابن عباس رضي الله عنه ، قال : قلت الكلمة للزبير فلم يزدني على أن قال : قل له : إنا الخوف الشديد لنطمع .
Página 98