275

Comentario sobre El Sendero de la Elocuencia

شرح نهج البلاغة

Editor

محمد عبد الكريم النمري

Editorial

دار الكتب العلمية

Edición

الأولى

Año de publicación

1418 AH

Ubicación del editor

بيروت

قال أبو جعفر : فجاء عثمان إلى علي بمنزله ليلا ، فاعتذر إليه ، ووعد من نفسه الجميل ، وقال : إني فاعل ، وإني غير فاعل ، فقال له علي عليه السلام : أبعد ما تلكمت على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأعطيت من نفسك ، ثم دخلت بيتك ، وخرج مروان إلى الناس يشتمهم على بابك ! فخرج عثمان من عنده ، وهو يقول : خذلتني يا أبا الحسن ! وجزأت علي الناس ، فقال علي عليه السلام : والله إن لأكثر الناس ذبا عنك ، ولكني كلما جئت بشيء أظنه لك رضا ، جاء مروان بغيره فسمعت قوله ، وتركت قولي .

ولم يعد علي إلى نصر عثمان ؛ إلى أن منع الماء لما اشتد الحصارعليه ، فغضب علي من ذلك غضبا شديدا ، وقال طلحة : أدخلوا عليه الروايا ، فكره طلحة ذلك وساءه ، فلم يزل علي عليه السلام حتى أدخل الماء إليه .

وروى أبو جعفر أيضا أن عليا عليه السلام كان في ماله بخيبر لما حصر عثمان ، فقدم المدينة والناس مجتمعون على طلحة ، وكان لطلحة في حصار عثمان أثر ، فلما قدم علي عليه السلام أتاه عثمان ، وقال له : أما بعد ، فإن لي حق الإسلام وحق الإخاء والقرابة والصهر ، ولو لم يكن من ذلك شيء وكنا في جاهلية ، لكان عارا على بني عبد مناف أن يبتز بنو تيم أمرهم - يعني طلحة - فقال له علي : أنا أكفيك ، فاذهب أنت .

ثم خرج إلى المسجد فرأى أسامة بن زيد ، فتوكأ على يده حتى دخل دار طلحة وهي مملوءة من الناس ، فقال له : يا طلحة ، ما هذا الأمر الذي صنعت بعثمان ؟ فقال : يا أبا الحسن ، أبعد أن مس الحزام الطبيين ! فانصرف علي عليه السلام حتى أتى بيت المال ، فقال : افتحوه ، فلم يجدوا المفاتيح ، فكسر الباب ، وفرق ما فيه على الناس ؛ فانصرف الناس من عند طلحة حتى بقي وحده ، وسر عثمان بذلك ، وجاء طلحة فدخل على عثمان ، فقال : يا أمير المؤمنين ؛ إني أردت أمرا فحال الله بيني وبينه ، وقد جئتك تائبا ، فقال : والله ما جئت تائبا ولكن جئت مغلوبا ، الله حسيبك يا طلحة ! قال أبو جعفر : كان عثمان مستضعفا ، طمع فيه الناس بأفعاله وباستيلاء بني أمية عليه ، وكان ابتداء الجرأة عليه أن إبلا من إبل الصدقة قدم بها عليه ، فوهبها لبعض ولد الحكم بن أبي العاص ، فبلغ ذلك عبد الرحمن بن عوف ، فأخذها وقسمها بين الناس وعثمان في داره ، فكان ذلك أول وهن دخل على خلافة عثمان .

Página 89