Comentario sobre El Sendero de la Elocuencia
شرح نهج البلاغة
Editor
محمد عبد الكريم النمري
Editorial
دار الكتب العلمية
Edición
الأولى
Año de publicación
1418 AH
Ubicación del editor
بيروت
فقال عثمان : قد كان من قولي ما كان ، وإن الفائت لا يرد ، ولم آل خيرا .
فقال مروان : إن الناس قد اجتمعوا ببابك أمثال الجبال ، قال : ما شانهم ، قال : أنت دعوتهم إلى نفسك ، فهذا يذكر مظلمة ، وهذا يطلب مالا ، وهذا يسأل نزع عامل من عمالك عنه ، وهذا ما جنيت على خلافتك ، ولو استمسكت وصبرت كان خيرا لك . قال : فاخرج أنت إلى الناس فكلمهم فإني أستحي أن أكلمهم وأردهم .
فخرج مروان إلى الناس ، وقد ركب بعضهم بعضا ، فقال : ما شأنكم ؟ قد اجتمعتم كأنكم جئتم لنهب ، شاهت الوجوه ! أتريدون أن تنزعوا ملكنا من أيدينا ! اعزبوا عنا ، والله إن رمتمونا لنمرن عليكم ما حلا ، ولنحلن بكم ما لا يسركم ، ولا تحمدوا فيه غب رأيكم ، ارجعوا إلى منازلكم ، فإنا والله غير مغلوبين على ما في أيدينا . فرجع الناس خائبين يشتمون عثمان ومروان ، وأتى بعضهم عليا عليه السلام فأخبره الخبر ، فأقبل علي عليه السلام على عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث الزهري ، فقال : أحضرت خطبة عثمان ؟ فقال : نعم ، قال : أحضرت مقالة مروان للناس ؟ قال : نعم ، فقال : أي عباد الله ، يا لله للمسلمين ! إني إن قعدت في بيتي ، قال لي : تركتني وخذلتني ! وإن تكلمت فبلغت له ما يريد ، جاء مروان فتلعب به حتى قد صار سيقة له ، يسوقه حيث يشاء ، بعد كبر السن وصحبته الرسول صلى الله عليه وسلم . وقام مغضبا من فوره حتى دخل على عثمان ، فقال له : أما يرضى مروان منك إلا أن يحرفك عن دينك وعقلك ! فأنت معه كجمل الظعينة ، يقاد حيث يسار به ؛ والله ما مروان بذي رأي في دينه ولا عقله ، وإني لأراه يوردك ثم لا يصدرك ، وما أنا عائد بعد مقامي هذا لمعاتبتك ؛ أفسدت شرفك ، وغلبت على رأيك . ثم نهض .
فدخلت نائلة بنت الفرافصة ، فقالت : قد سمعت قول علي لك ، وإنه ليس براجع إليك ولا معاود لك ، وقد أطعت مروان يقودك حيث يشاء . قال : فما أصنع ؟ قالت : تتقي الله وتتبع سنة صاحبيك ، فإنك متى أطعت مروان قتلك ، وليس لمروان عند الناس قدر ولا هيبة ولا محبة ، وإنما رجع عنك أهل مصر لقول علي ، فأرسل إليه فاستصلحه ، فإن له عند الناس قدما ، وإنه لا يعصى .
فأرسل إلى علي فلم يأته وقال : قد أعلمته أني غير عائد .
Página 88