242

Comentario sobre El Sendero de la Elocuencia

شرح نهج البلاغة

Editor

محمد عبد الكريم النمري

Editorial

دار الكتب العلمية

Edición

الأولى

Año de publicación

1418 AH

Ubicación del editor

بيروت

وفي بعض النسخ ، وقد جاء في رواية أخرى : والسبقة الجنة ، بضم السين ، والسبقة عندهم : اسم لما يجعل للسابق ، إذا سبق من مال أو عرض ، والمعنيان متقاربان ، لأن ذلك لا يكون جزاء على فعل الأمر المذموم ، وإنما يكون جزاء على فعل الأمر المحمود .

الشرح : آذنت : أعلمت . والمضمار ؛ منصوب لأنه اسم إن . واليوم ظرف ، وموضعه رفع ، لأنه خبر إن ، وظرف الزمان يجوز أن يكون خبرا عن الحدث ، والمضمار : وهو الزمان الذي تضمر فيه الخيل للسباق ، والضمر : الهزال وخفة اللحم . وإعراب قوله : وغدا السباق ، على هذا الوجه أيضا .

ويجوز الرفع في الموضعين على أن تجعلهما خبر إن بأنفسهما .

وقوله عليه السلام : ألا عامل لنفسه قبل يوم بؤسه ، أخذه ابن نباتة مصالتة ، فقال في بعض خطبه : ألا عامل لنفسه قبل حلول رمسه . قوله : ألا فاعملوا في الرغبة ، يقول : لا ريب أن أحدكم إذا مسه الضر من مرض شديد ، أو خوف مقلق ، من عدو قاهر ، فإنه يكون شديد الإخلاص والعبادة ، وهذه حال من يخاف الغرق في سفينة تتلاعب بها الأمواج ، فهو عليه السلام أمر بأن يكون المكلف عاملا أيام عدم الخوف ، مثل عمله وإخلاصه وانقطاعه إلى الله أيام هذه العوارض .

قوله : لم أر كالجنة نام طالبها ، يقول : إن من أعجب العجائب من يؤمن بالجنة كيف يطلبها وينام ! ومن أعجب العجائب من يؤمن بالنار ، كيف لا يهرب منها وينام ! أي لا ينبغي طالب هذه ولا الهارب من هذه .

وقد فسر الرضي رحمه الله تعالى معنى قوله : والسبقة الجنة .

من مواعظ الصالحين

ونحن نورد في هذا الفصل نكتا من مواعظ الصالحين يرحمهم الله ، تناسب هذا المأخذ . فمما يؤثر عن أبي حازم الأعرج - كان في أيام بني أمية - قوله لعمر بن عبد العزيز ، وقد قال له : يا أبا حازم ، إني أخاف الله مما قد دخلت فيه ، فقال : لست أخاف عليك أن تخاف ؛ وإنما أخاف عليك ألا تخاف .

وقيل له : كيف يكون الناس يوم القيامة ؟ قال : أما العاصي فآبق قدم به على مولاه ، وأما المطيع فغائب قدم على أهله .

ومن كلامه : إنما بيني وبين الملوك يوم واحد ، أما أمس فلا يجدون لذته ، ولا أجد شدته ، وأما غدا فإني وإياهم منه على خطر ، وإنما هو اليوم ، فما عسى أن يكون ! ومن كلامه : إذا تتابعت عليك نعم ربك وأنت تعصيه فاحذره .

وقال له سليمان بن عبد الملك : عظني ، فقال : عظم ربك أن يراك حيث نهاك ، أو يفقدك حيث أمرك .

وقيل له : ما مالك ؟ قال : شيآن لا عدم بي معهما : الرضا عن الله ، والغنى عن الناس .

Página 56