233

Comentario sobre El Sendero de la Elocuencia

شرح نهج البلاغة

Editor

محمد عبد الكريم النمري

Editorial

دار الكتب العلمية

Edición

الأولى

Año de publicación

1418 AH

Ubicación del editor

بيروت

وقوله عليه السلام : وضرب على قلبه بالإسهاب ، فالإسهاب ههنا هو ذهاب العقل ؛ ويمكن أن يكون من الإسهاب الذي هو كثرة الكلام ، كأنه عوقب بأن يكثر كلامه فيما لا فائدة تحته . قوله : وأديل الحق منه بتضييع الجهاد ، قد يظن ظان أنه يريد عليه السلام : وأديل الحق منه بأن أضيع جهاده ؛ كالباءات المتقدمة ، وهي قوله : وديث بالصغار ، وضرب على قلبه بالإسهاب ، وليس كما ظن ، بل المراد : وأديل الحق منه لأجل تضييعه الجهاد ، فالباء ههنا للسببية ، كقوله تعالى : ' ذلك جزيناهم ببغيهم ' .

والنصف : الإنصاف . وعقر دارهم ، بالضم : أصل دراهم ، والعقر : الأصل ، ومنه العقار للنخل ، كأنه أصل المال . وتواكلتم ، من وكلت الأمر إليك ووكلته إلي ، أي لم يتوله أحد منا ، ولكن أحال به كل واحد على الآخر ، ومنه رجل وكل ، أي عاجز يكل أمره إلى غيره ، وكذلك وكلة . وتخاذلتم من الخذلان .

وشنت عليكم الغارات : فرقت ، وما كان من ذلك متفرقا نحو إرسال الماء على الوجه دفعة بعد دفعة ، فهو بالشين المعجمة ، وما كان إرسالا غير متفرق ، فهو بالسين المهملة ، ويجوز شن الغارة وأشنها .

والمسالح : جمع مسلحة ، وهي كالثغر والمرقب ، وفي الحديث : كان أدنى مسالح فارس إلى العرب العذيب .

والمعاهدة : ذات العهد ، وهي الذمية . والحجل : الخلخال ، ومن هذا قيل للفرس محجل ، وسمي القيد حجلا ، لأنه يكون مكان الخلخال . ورعثها : شنوفها ، جمع رعاث بكسر الراء ، ورعاث : جمع رعثة ، فالأول مثل خمار وخمر ، والثاني مثل جفنة وجفان . والقلب : جمع قلب ، وهو السوار المصمت . والاسترجاع ، قوله : ' إنا لله وإنا إليه راجعون ' . والاسترحام : أن تناشده الرحم . وانصرفوا وافرين ، أي تامين ، وفر الشيء نفسه أي تم فهو وافر ، ووفرت الشيء ، متعد ، أي أتممته .

وفي رواية المبرد موفورين ، قال : من الوفر ، أي لم ينل أحد منهم بأن يرزأ في بدن أو مال .

وفي رواية المبرد أيضا : فتواكلتم وتخاذلتم وثقل عليكم قولي واتخذتموه وراءكم ظهريا ، قال : أي رميتم به وراء ظهوركم ، أي لم تلفتوا إليه ، يقال في المثل : لا تجعل حاجتي منك بظهر ، أي لا تطرحها غير ناظر إليها ، قال الفرزدق :

تميم بن مر لا تكونن حاجتي . . . بظهر ولا يعيا عليك جوابها

والكلم : الجراح وفي رواية المبرد أيضا : مات من دون هذا أسفا ، والأسف : التحسر . وفي رواية المبرد أيضا : من تضافر هؤلاء القوم على باطلهم ، أي تعاونهم وتظاهرهم . وفي رواية المبرد أيضا : وفشلكم عن حقكم ، الفشل : الجبن والنكول عن الشيء . فقبحا لكم وترحا ، دعاء بأن ينجيهم الله عن الخير ، وأن يخزيهم ويسوءهم .

Página 47