197

Comentario sobre El Sendero de la Elocuencia

شرح نهج البلاغة

Editor

محمد عبد الكريم النمري

Editorial

دار الكتب العلمية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

1418 AH

Ubicación del editor

بيروت

قال : ثم خرج بسر من صنعاء ، فأتى أهل جيشان - وهم شيعة لعلي عليه السلام - فقاتلهم وقاتلوه ، فهزمهم وقتلهم قتلا ذريعا ، ثم رجع إلى صنعاء ، فقتل بها مائة شيخ من أبناء فارس ، لأن ابني عبيد الله بن العباس كانا مستترين في بيت امرأة من أبنائهم ، تعرف بابنة بزرج .

وقال الكلبي وأبو مخنف : فندب علي عليه السلام أصحابه لبعث سرية في إثر بسر . فتثاقلوا ، وأجابه جارية بن قدامة السعدي ، فبعثه في ألفين ، فشخص إلى البصرة ، ثم أخذ طريق الحجاز حتى قدم اليمن ، وسأل عن بسر فقيل : أخذ في بلاد بني تميم فقال : أخذ في ديار قوم يمنعون أنفسهم . وبلغ بسرا مسير جارية ، فانحدر إلى اليمامة ، وأغذ جارية بن قدامة السير ، ما يلتفت إلى مدينة مر بها ولا أهل حصن ، ولا يعرج على شيء إلا أن يرمل بعض أصحابه من الزاد فيأمر أصحابه بمواساته ، أو يسقط بعير رجل أو تحفى دابته ، فيأمر أصحابه بأن يعقبوه ، حتى انتهوا إلى أرض اليمن ؛ فهربت شيعة عثمان حتى لحقوا بالجبال ، واتبعهم شيعة علي عليه السلام ، وتداعت عليهم من كل جانب ، وأصابوا منهم ، وصمد نحو بسر ، وبسر بين يديه يفر من جهة إلى جهة أخرى ، حتى أخرجه من أعمال علي عليه السلام كلها .

فلما فعل به ذلك ، أقام جارية بحرس نحوا من شهر ، حتى استراح وأراح أصحابه ، ووثب الناس ببسر في طريقه لما انصرف من بين يدي جارية ، لسوء سيرته وفظاظته وظلمه وغشمه وأصاب بنو تميم ثقلا من ثقله في بلاده وصحبه إلى معاوية ليبايعه على الطاعة ابن مجاعة رئيس اليمامة ، فلما وصل بسر إلى معاوية قال : يا أمير المؤمنين ، هذا ابن مجاعة قد أتيتك به فاقتله ، فقال معاوية : تركته لم تقتله ، ثم جئتني به فقلت اقتله ! لا لعمري لا أقتله . ثم بايعه ووصله ، وأعاده إلى قومه .

وقال بسر : أحمد الله يا أمير المؤنين أني سرت في هذا الجيش أقتل عدوك ذاهبا جائيا لم ينكب رجل منهم نكبة ، فقال معاوية : الله قد فعل ذلك لا أنت .

وكان الذي قتل بسر في وجهه ذلك ثلاثين ألفا ، وحرق قوما بالنار ، فقال يزيد بن مفرغ :

تعلق من أسماء ما قد تعلقا . . . ومثل الذي لاقى من الشوق أرقا

سقى هزم الرعاد منبعج الكلى . . . منازلها من مسرقان فسرقا

إلى الشرف الأعلى إلى رامهرمز . . . إلى قريات الشيخ من نهر أربقا

إلى دشت بارين إلى الشط كله . . . إلى مجمع السلان من بطن دورقا

إلى حيث يرفا من دجيل سفينه . . . إلى مجمع النهرين حيث تفرقا

Página 11