Comentario sobre El Sendero de la Elocuencia
شرح نهج البلاغة
Investigador
محمد عبد الكريم النمري
Editorial
دار الكتب العلمية
Número de edición
الأولى
Año de publicación
1418 AH
Ubicación del editor
بيروت
قال الواقدي : وقد روي أن شعاره عليه السلام كان في ذلك اليوم ' حم لا ينصرون . اللهم انصرنا على القوم الناكثين ' ثم تحاجز الفريقان ، والقتل فاش فيهما ، إلا أنه في أهل البصرة أكثر ، وأمارات النصر لائحة لعسكر الكوفة ، ثم تواقفوا في اليوم الثالث ، فبرز أول الناس عبد الله بن الزبير ، ودعا إلى المبارزة ، فبرز إليه الأشتر ، فقالت عائشة : من برز إلى عبد الله ؟ قالوا : الأشتر ، فقالت : واثكل أسماء ! فضرب كل منهما صاحبه فجرحه ، ثم اعتنقا ، فصرع الأشتر عبد الله ، وقعد على صدره ، واختلط الفريقان : هؤلاء لينقذوا عبد الله ، وهؤلاء ليعينوا الأشتر . وكان الأشتر طاويا ثلاثة أيام لم يطعم - وهذه عادته في الحرب - وكان أيضا شيخا عالي السن ، فجعل عبد الله ينادي : اقتلوني ومالكا فلو قال : اقتلوني والأشتر ، لقتلوهما ، إلا أن أكثر من كان يمر بهما لا يعرفهما ؛ لكثرة من وقع في المعركة صرعى بعضهم فوق بعض ، وأفلت ابن الزبير من تحته ولم يكد ، فذلك قول الأشتر :
أعائش لولا أني كنت طاويا . . . ثلاثا لألفيت ابن أختك هالكا
غداة ينادي والرجال تحوزه . . . بأضعف صوت : اقتلوني ومالكا
فلم يعرفوه إذ دعاهم وغمه . . . خدب عليه في العجاجة باركا
فنجاه مني أكله وشبابه . . . وأني شيخ لم أكن متماسكا
وروى أبو مخنف عن الأصبغ بن نباتة ، قال : دخل عمار بن ياسر ومالك بن الحارث الأشتر على عائشة بعد انقضاء أمر الجمل ، فقالت عائشة : يا عمار ، من معك ؟ قال : الأشتر . فقالت : يا مالك ، أنت الذي صنعت بابن أختي ما صنعت ؟ قال : نعم ، ولولا أني كنت طاويا ثلاثة أيام لأرحت أمة محمد منه ، فقالت : أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ' لا يحل دم مسلم إلا بأحد أمور ثلاثة : كفر بعد إيمان ، أو زنا بعد إحصان ، أو قتل نفس بغير حق ' ! فقال الأشتر : على بعض هذه الثلاثة قاتلناه يا أم المؤمنين ، وايم الله ما خانني سيفي قبلها ، ولقد أقسمت ألا يصحبني بعدها ، قال أبو مخنف : ففي ذلك يقول الأشتر من جملة هذا الشعر الذي ذكرناه :
وقالت على أي الخصال صرعته . . . بقتل أتى ، أم ردة لا أبالكا !
أم المحصن الزاني الذي حل قتله . . . فقلت لها لا بد من بعض ذلكا
قال أبو مخنف : وانتهى الحارث بن زهير الأزدي من أصحاب علي عليه السلام إلى الجمل ، ورجل آخذ بخطامه ، لا يدنو منه أحد إلا قتله ، فلما رآه الحارث بن زهير مشى إليه بالسيف وارتجز ، فقال لعائشة :
يا أمنا أعق أم نعلم . . . والأم تغذو ولدها وترحم
أما ترين كم شجاع يكلم ! . . . وتختلى هامته والمعصم !
فاختلف هو والرجل ضربتين ، فكلاهما أثخن صاحبه .
قال جندب بن عبد الله الأزدي : فجئت حتى وقفت عليهما وهما يفحصان بأرجلهما حتى ماتا . قال : فأتيت عائشة بعد ذلك أسلم عليها بالمدينة ، فقالت : من أنت ؟ قلت : رجل من أهل الكوفة ، قالت : هل شهدتنا يوم البصرة ؟ قلت : نعم ، قالت : مع أي الفريقين ؟ قلت : مع علي ، قالت : هل سمعت مقالة الذي قال :
Página 161