Comentario sobre El Sendero de la Elocuencia
شرح نهج البلاغة
Investigador
محمد عبد الكريم النمري
Editorial
دار الكتب العلمية
Número de edición
الأولى
Año de publicación
1418 AH
Ubicación del editor
بيروت
والنبتة ، بكسر النون كالنبات ، تقول : نبت الرطب نباتا ونبتة . وانتكث فتله : انتقض ؛ وهذه استعارة . وأجهز عليه عمله : تمم قتله . يقال : أجهزت على الجريح ، مثل ذففت ، إذا أتممت قتله وكبت به بطنته ، كبا الجواد ، إذا سقط والبطنة : الإسراف في الشبع .
نبذة من أخبار عثمان بن عفان وثالث القوم هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن مناف ، كنيته أبو عمرو ، وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس .
بايعه الناس بعد انقضاء الشورى واستقرار الأمر له ، وصحت فيه فراسة عمر ، فإنه أوطأ بني أمية في رقاب الناس ، وولاهم الولايات وأقطعهم القطائع ، وافتتحت إفريقية في أيامه ، فأخذ الخمس كله فوهبه لمروان ، فقال عبد الرحمن بن حنبل الجمحي :
أحلف بالله رب الأنا . . . م ما ترك الله شيئا سدى
ولكن خلقت لنا فتنة . . . لكي نبتلى بك أو تبتلى
فإن الأمينين قد بينا . . . منار الطريق عليه الهدى
فما أخذا درهما غيلة . . . ولا جعلا درهما في هوى
وأعطيت مروان خمس البلاد . . . فهيهات سعيك ممن سعى !
الأمينان : أبو بكر وعمر .
وطلب منه عبد الله بن خالد بن أسيد صلة ، فأعطاه أربعمائة ألف درهم .
وأعاد الحكم بن أبي العاص ، بعد أن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سيره ثم لم يرده أبو بكر ولا عمر ؛ وأعطاه مائة ألف درهم ، وتصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم بموضع سوق بالمدينة يعرف بمهزور على المسلمين ، فأقطعه عثمان الحارث بن الحكم أخا مروان بن الحكم ، وأقطع مروان فدك ، وقد كانت فاطمة عليها السلام طلبتها بعد وفاة أبيها صلوات الله عليه ، تارة بالميراث ، وتارة بالنحلة فدفعت عنها ، وحمى المراعي حول المدينة كلها من مواشي المسلمين كلهم إلا عن بني أمية .
وأعطى عبد الله بن أبي سرح جميع ما أفاء الله عليه من فتح إفريقية بالمغرب - وهي من طرابلس الغرب إلى طنجة - من غير أن يشركه فيه أحد من المسلمين .
وأعطى أبا سفيان بن حرب مائتي ألف من بيت المال ، في اليوم الذي أمر فيه لمروان بن الحكم بمائة ألف من بيت المال ، وقد كان زوجه ابنته أم أبان ، فجاء زيد بن أرقم صاحب بيت المال بالمفاتيح ، فوضعها بين يدي عثمان وبكى ، فقال عثمان : أتبكي أن وصلت رحمي ! قال : لا ، ولكن أبكي لأني أظنك أنك أخذت هذا المال عوضا عما كنت أنفقته في سبيل الله في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم . والله لو أعطيت مروان مائة درهم لكان كثيرا ، فقال : ألق بالمفاتيح يابن أرقم ، فإنا سنجد غيرك .
Página 125