[النص]
سمعتم وهديتم إن اهتديتم. بحق أقول لكم لقد جاهرتكم العبر (1) وزجرتم بما فيه مزدجر. وما يبلغ عن الله بعد رسل السماء إلا البشر (2)
21 - ومن خطبة
~~له عليه السلام فإن الغاية أمامكم (3) وإن وراءكم الساعة تحدوكم. تخففوا تلحقوا (4). فإنما ينتظر بأولكم آخركم (5) (أقول إن هذا الكلام لو وزن بعد كلام الله سبحانه وبعد كلام رسول الله صلى الله عليه
[الشرح]
طرح الحجاب وذلك عند نهاية الأجل ونزول المرء في أول منازل الآخرة. (1) جاهرتكم العبر انتصبت لتنبهكم جهرا وصرحت لكم بعواقب أموركم، والعبر جمع عبرة والعبرة الموعظة لكنه أطلق اللفظ وأراد ما به الاعتبار مجازا فإن العبر التي جاهرتهم إما قوارع الوعيد المنبعثة عليهم من ألسنة الرسل الإلهيين وخلفائهم وإما ما يشهدونه من تصاريف القدرة الربانية ومظاهرة العزة الإلهية (2) رسل السماء الملائكة أي إن قلتم لم يأتنا عن الله شئ فقد أقيمت عليكم الحجة بتبليغ رسول الله وإرشاد خليفته (3) الغاية الثواب أو العقاب والنعيم والشقاء فعليكم أن تعدوا للغاية ما يصل بكم إليها ولا تستبطئوها فإن الساعة التي يصيبونها فيها وهي يوم القيامة آزفة إليكم فكأنها في تقربها نحوكم وتقليل المسافة بينها وبينكم بمنزلة سائق يسوقكم إلى ما تسيرون إليه (4) سبق سابقون بأعمالهم إلى الحسنى فمن أراد اللحاق بهم فعليه أن يتخفف من أثقال الشهوات وأوزار العناء في تحصيل اللذات ويحفز بنفسه عن هذه الفانيات فيلحق بالذين فازوا بعقبى الدار. وأصله الرجل يسعى وهو غير مثقل بما يحمله يكون أجدر أن يلحق الذين سبقوه (5) أي أن الساعة لا ريب فيها وإنما ينتظر بالأول مدة لا يبعث
Página 58