[النص]
19 - ومن كلام له عليه السلام قاله للأشعث بن قيس وهو على منبر الكوفة
~~يخطب فمضى في بعض كلامه شئ اعترضه الأشعث فقال يا أمير المؤمنين هذه عليك لا لك (1) فخفض عليه السلام إليه بصره فقال ما يدريك ما علي مما لي عليك لعنة الله ولعنة اللاعنين. حائك ابن حائك (2) منافق بن كافر (3) والله لقد أسرك الكفر مرة والاسلام أخرى (4). فما فداك من واحدة منهما مالك ولا حسبك وإن امرأ دل
[الشرح]
(1) كان أمير المؤمنين يتكلم في أمر الحكمين فقام رجل من أصحابه وقال نهيتنا عن الحكومة ثم أمرتنا بها فلم ندر أي الأمرين أرشد فصفق بإحدى يديه على الأخرى وقال هذا جزاء من ترك العقيدة فقال الأشعث ما قال وأمير المؤمنين يريد هذا جزاؤكم فيما تركتم الحزم وشغبتم وألجأتموني لقبول الحكومة (2) قيل إن الحائكين أنقص الناس عقلا وأهل اليمن يعيرون بالحياكة، والأشعث يمني من كندة قال خالد بن صفوان في ذم اليمانيين. ليس فيهم إلا حائك برد أو دابغ جلد أو سائس قرد ملكتهم امرأة وأغرقتهم فأرة ودل عليهم هدهد (3) كان الأشعث في أصحاب علي كعبد الله بن أبي ابن سلول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كل منهما رأس النفاق في زمنه (4) أسر مرتين مرة وهو كافر في بعض حروب الجاهلية وذلك أن قبيلة مراد قتلت قيسا الأشج أبا الأشعث فخرج الأشعث طالبا بثأر أبيه فخرجت كندة متساندين إلى ثلاثة ألوية على أحدها كبش بن هانئ وعلى أحدها القشعم ابن الأرقم وعلى أحدها الأشعث فأخطأوا مرادا ووقعوا على بني الحارث بن كعب فقتل كبش والقشعم وأسر الأشعث وفدى بثلاثة آلاف بعير لم يفد بها عربي قبله
Página 56